تيار المستقبل: شعبنا الثائر.. اعلم أن الحرية والتغيير خدعتك بشعار المدنية خدعت أيضا الحركات عندما ذهبت إليها في أديس أبابا

بسم الله الرحمن الرحيم
تيار المستقبل
بيان للشعب

عندما أوصلونا إلى الفصل قبل الأخير
التفتنا إلى الخلف
كان الدخان يطل من الوقت أبيض فوق الحدائق
من بعدنا والطواويس تنشر مروحة
اللون حول رسالة قيصر للتائبين
عن المفردات التي اهترأت. مثلاً:
وصف حريةٍ لم تجد خبزها. وصف
خبز بلا ملح حريةٍ.
أو مديح حمام
يطير بعيداً عن السوق…
كانت رسالة قيصر شمبانيا للدخان
الذي يتصاعد من شرفة الوقت
أبيض ..

محمود درويش

أيها الشعب السوداني العظيم

رغم أنك أثبت منذ جريمة فض الإعتصام أمام مقر القيادة العامة بطولتك و جسارتك ورفضك الكامل لعودة الإستبداد و رغبتك الكاملة في الدولة المدنية و في تحقيق الحرية و السلام و العدالة و أنك مستعد لدفع تكلفة الثورة بالتضحيات التي قدمتها و رفضك القطعي للحكم العسكري و محاولة صناعة ديكتاتورية جديدة إلا أن جنرالات المجلس العسكري و حلفائه الجدد من قوى الحرية والتغيير لم يصدقوا هذا فوقعوا اتفاقاً لتقاسم السلطة والنفوذ متجاوزين إرادتك بهدف حماية القتلة والمفسدين من بقايا النظام البائد وتحقيق الهبوط الناعم لهم متناسين تاريخك الملئ بالبطولات منذ فجر التاريخ وحتى حاضرنا ، أن الجماهير التي أسقطت البشير وقاومت بشجاعة بطش القوات النظامية منذ بدايات الثورة ومرورآ باحداث الثامن من رمضان ومجزرة فض الاعتصام ومن بعدها مجزرة الضعين والسوكى وقتل الطلاب بالابيض وام درمان لن تخدعها هذه المسرحية الهزلية المسماة ( اتفاق كورنثيا ) و ما أعقب ذلك من إعلان غير دستوري باطل يؤسس لنظام عسكري باطش بواجهة من الدمى المدنية .
إننا في تيار المستقبل نعلن بوضوح رفضنا الكامل للإتفاق السياسي الذي تم ما بين اللجنة الأمنية لنظام البشير و قوى الحرية و التغيير و والإعلان الدستوري الذي صدر مؤخرا و لما نراه في الإتفاق السياسي والإعلان الدستوري من انحراف عن إرادة الجماهير بإعطاء المجلس العسكري الحق في أن يكون سلطة فوق السلطة المدنية و أن يحتكر الجنرالات تعيين وزير الداخلية و الدفاع دون بقية أعضاء المجلس السيادي المدنيين بالإضافة إلى تكريس هذا الإتفاق لوجود جيشين في البلد ، سوف نقوم بكتابة ورقة تفصيلية لنقد ما يحويه هذا الإتفاق من طوام .

شعبنا الثائر:

اعلم أن قوى الحرية و التغيير التي خدعتك بشعار المدنية خدعت أيضا الحركات المسلحة عندما ذهبت إليها في أديس أبابا و وقعت معها على وثيقة للسلام الشامل ثم رفضت تضمينها في الإعلان الدستوري حتى تحتكر غنائم السلطة مع جنرالات اللجنة الأمنية و هذا السلوك قد ينتج عنه تجدد الحرب مما يؤكد أن قوى الحرية و التغيير غير جادة في تنفيذ أحد أهم شعارات ثورتنا وهو السلام مادام هذا السلام يتعارض مع سلطتها.

شعبنا الأبي:

إن الإحتفالات المصنوعة التي تراها في الشوارع اليوم وأمام الكاميرات ، ليست تعبيرآ حقيقيا عن إرادتك بل هي تكرار لتمثيليات الحشود المصنوعة لنظام الإنقاذ صاحب الإحتفالات والمواكب العفوية المزعومة (حشود اتفاقية نيفاشا واحتشادات الساحة الخضراء انموذجآ) ولذلك فإننا نعلم أن فطنتك أكبر أن تنخدع بها و تظن أن إرادتك تتحقق.

شعبنا الصابر:

إننا في تيار المستقبل و بسبب الأوضاع السياسية ولامنية الهشة والظروف الإقتصادية المتردية ، فقد قررنا تقديم مصلحة الوطن وعدم مواجهة هذا الإتفاق الظالم في الشارع ، لكننا نحذر قوى الحرية و التغيير و شريكها اللجنة الأمنية لنظام البشير ، أننا لن نصمت إذا ما تم تجاوز مطلب القصاص لدماء الشهداء ولن نقف مكتوفى الأيدي اذا ماتم تطبيق سياسات رفع الدعم وفرض ضرائب اضافية على السلع الضرورية ، وإننا سنكون في طليعة القوى التي سوف تنزل إلى الشارع فالعدالة هي أحد اهم مطالب ثورتنا ورفع الدعم عن الفقراء وتحقيق رغبات البنك الدولي يتنافى معها .

كذلك نحذر من أي ردة عما تحقق من حريات عامة و خصوصا الصحفية و الإعلامية او تجدد الإعتقالات ، ونرفض بوضوح سيطرة قوى الحرية والتغيير على وسائل الإعلام الحكومية بإدعاء محاربة النظام السابق فالإعلام يجب أن يبقى محايداً ، كذلك نطالب بالسماح للقنوات الفضائية التي تم إغلاق مكاتبها بمزاولة نشاطها من الخرطوم فالحريات هي المكسب الرئيس الذي تحصل عليه السودانيين فعليآ من الثورة.

المكتب السياسي
الرابع من آب أغسطس 2019م

Exit mobile version