سؤال للأخ العزيز ياسر عرمان … مواطن في جوبا أو جونقلي أو بور …. يقرأ هذه الفقرات من منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان … ما هو تعليقه؟!
فى السودان الجديد، حرية البشر سامية ومقدسة وتنطوي على نفس القيمة المطلقة للحياة الإنسانية. فقد عانى الشعب السوداني، خصوصا في المناطق المهمشة من البلاد، ما فيه الكفاية من أجل الحصول على الحق في الحرية. فالسودان الجديد الحر هو الوحيد القادر على تحقيق الازدهار وتوفير الأمن لكل مواطنيه مما يمكن البلاد من التطور والدينامكية في القرن الأول من الألفية الثانية. ومن ناحية أخرى، لا يمكن للحرية أن تصمد في مجتمع لا يكافح من أجل العدالة. فمثل هذا المجتمع مكتوب له الانقسام بين أولئك الذين يتمتعون بحرية مدعومة بالثراء المادي، من جهة، وأولئك الذين لا تعني الحرية لهم شيئا غير حالة من الفقر المدقع، من جهة أخرى. وقد يفضى هذا الانقسام في نهاية الأمر إلى الاضطرابات الاجتماعية أو دكتاتورية الأقلية الموسرة. ويتطلب الوصول إلى العدالة النضال ليس فقط من أجل الحقوق المتساوية لكل المواطنين، بل من أجل الفرص المتساوية حتى يتمكن الفرد من تحقيق ذاته. فالعدالة أيضا تكفل حياة كريمة لمن هم أقل حظا في المجتمع.
الديمقراطية ضرورة أساسية وملحة في السودان الجديد. فالتوجه الديمقراطي للسودان الجديد، إذن، يقوم على مراجعة ديمقراطية الماضي الصورية والإجرائية، فيمثل التحول الذي تنطوي عليه رؤية السودان الجديد نقلة نوعية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من الهيمنة بكافة أشكالها إلى الاعتراف بالتنوع السياسي والثقافي والاجتماعي للسودان. وهكذا، ستكون ديمقراطية نابضة بالحياة متعددة الأحزاب تقوم على وثيقة متقدمة للحقوق تعترف وتصون الحقوق الطبيعية، والحقوق والواجبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. تكفل هذه الديمقراطية الانتقال السلمي للسلطة وتفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. وإضافة إلى القنوات الرسمية للمشاركة، كالانتخابات الدورية، لابد من إنشاء وتشجيع مختلف أشكال المنابر الأخرى المشروعة لضمان المشاركة الشعبية. بمعنى آخر، فإن الديمقراطية التي ينطوي عليها هذا التحول هي ديمقراطية ذات مضمون اجتماعي يشمل: الوعي والاهتمام باحتياجات الفقراء والمجموعات والأفراد من المهمشين، خصوصا فيما يتصل بالقضايا الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم والضمان الاجتماعي وفرص العمل.
تركز وتمركز السلطة إذ: 1) ظلت السلطة محتكرة في يد فئة قليلة أيما كانت خلفياتهم وسواء جاءوا في زي الأحزاب السياسية أو أسر حاكمة أو طوائف دينية أو ضباطا في الجيش. وكان تمثيل الجنوبيين والمجموعات المهمشة الأخرى في الحكومات المركزية دائما رمزيا وبدون استشارة أو مشاركة فعالة في عملية تكوين هذه الحكومات، فغالبا ما تتم دعوة هذه المجموعات للانضمام إلى الحكومات الوطنية كطفيليين أو متفرجين وليسوا كشركاء متساوين وأصيلين، و2) تمركز السلطة في الخرطوم بدون نقل حقيقي للسلطات إلى الأقاليم حتى بعد تبني النظام الفدرالي مما أتاح للنخب الإقليمية الاستئثار بالسلطة والثروة مع إقصاء جماهير هذه الأقاليم.
من المحرر: مرة اخرى … عزيزي ياسر ألا ترى انه من “الكلفتة بمكان” أن نناقش دور الحركة الشعبية في الشمال ولا نناقش ما الذي فعلته في جنوب السودان؟! حتى نعلم ما الذي يمكن أن تقدمه للشمال وما الذي ليس بمقدورها تقديمه؟!
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
