عمار محمد ادم: الدور الاثيوبي والتفريط المصري

من الواضح ان هنالك تهميش متعمد لمصر في المشكل السوداني وتضخيم للدور الاثيوبي المعلن والمسستتر ومن الواضح ايضا ان سد النهضة يلقي بظلاله وبشكل كثيف علي مرحلة مابعد البشير عبر الاشراف المباشر لرئيس الوزراء الاثيوبي والذي هرع الي بلادنا المغلوبة علي امرها وتولت اثيوبيا امر الوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي و اعلان قوي الحرية والتغيير وهي لم تفعل ذلك من اجل عيون السودانيين ولكن من اجل مصالح بلادهم الاستراتيجية ودموع التماسيح التي ذرفها الوسيط الاثيوبي الا موقف سوداني ينحاز الي اثيوبيا في نزاعها مع مصر حول سد النهضة والحمدوك رئيس وزراء الفترة الانتقالية والذي تربي في احضان اثيوبيا وفى كنف اب احمد لم يفتح الله عليه حتي الان بكلمة حول سد النهضة وموقف السودان ولعله ينتظر معتز موسي الذي يمسك بذلك الملف ويحفظه عن ظهر قلب.
والسودان هو العمق الامني والاستراتيجي لجمهورية مصر العربية وان كان موقف حمدوك وحكومته مشكوك فيه فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر الا ان الجيش السوداني فان مصر بالنسبة اليه خط احمر بكل الرؤي الاستراتيجية التي يدرسها ضباطه في المراحل اىمختلفة في المعاهد ومراكز البحوث والكليات المتخصصة يجعل من العلاقة مصر خط احمر يتعلق بالمصالح الاستراتيجية الملحة والعوامل الحضارية المتداخلة والبعد الثقافي والاجتماعي بين البلدين.
التدخل الاثيوبي السافر في السودان الان تتخلله ابعاد استخباراتية في ظل رئيس وزراء اثيوبي هو من قلب الاستخبارات الاثيوبية واثيوبيا دولة ليس لها اطلالة علي البحر الاحمر ولكنها منطلق للكثير من اجهزة المخابرات خاصة الموساد والسي اي ايه ومن هنا تستمد اهميتها الاقليمية ولكن السودان قطر شاسع و معقد لاتحيطه النظرة الاثيوبية القاصرة علي شرقه دون بقية الانحاء فيه.
تعمد حمدوك ان يأتي بوزيرة خارجية ضعيفة تغض الطرف عن تحركات وزير الدولة بالخارجية والذي سيتم اختياره بعناية الي جانب وزير الري الذي سيصطدم مع الوجود المصري المتجذر في وزارة الري السودانية والحضور الاثيوبي في السودان علي وجه العموم وجود حديث وطارئ حتي وان مدت لنا اثيوبيا خطوط الكهرباء وبخلت علينا مصر بها من السد العالي.
انظر بقدر كبير من الريبة للكثير من القرارات التي سوف تصدر من حكومة حمدوك واعزيها لاسباب أمنية دولية واقليمية حتي وان حكومة حمدوك لتكاد ان تكون مؤسسة أمنية قائمة بذاتها حتي وان بدا للناس انها حكومة ذات ابعاد سياسية واقتصادية وانظر من حول حمدوك فلا اري الا الجماعة اياهم (والمابيغبوني).
الوجود الجبلوماسي المصري في الخرطوم مايزال منأثرا بطبيعة العلاقات في عهد البشير وهنا يكمن الخلل.

بقلم
عمار محمد ادم

Exit mobile version