“ديمقراطيتكم دي كان جاء كلب شالها ما بنقول ليه جر”

بعد انتفاضة ابريل 1985عاد صراع النخب السياسية السودانية بينهم اشد ضراوة من صراعهم مع نظام نميري الذي سقط بأمر الشعب، فالنضال الذي لا يعرضك لاعتقال واغتيال وفصل وتشريد ما احلاه وما اسهله وما اكثر دعاته، كان حسين خوجلي يقود المظاهرات بنفسه رافعا مصحف وكان علي عثمان يبكي الناس بالخطابات العاطفية عن معاناة الشعب السوداني وكان زعيم المعارضة الشريف زين العابدين الهندي افصح الناس لسانا وابلغهم بيانا ولم يستطيع احد مجاراته وقال قولته الشهيرة في البرلمان “ديمقراطيتكم دي كان جاء كلب شالها ما بنقول ليه جر” واتى الكلب الذي تعرفونه في 30/يونيو/1989.

كانت حكومة رئيس الوزراء متهاونة في تمدد خلايا الجبهة الاسلامية داخل الجيش وتصفية اثار نظام مايو ومحاكمة رموزه الذين اجرموا في حق الشعب السوداني.
وكانت الحركة الشعبية ترفع سلاحها في وجه الحكومة المنتخبة واطلق عليها جون قرنق حكومة مايو 2
النخب السياسية لم يعنيهم الثمن الذي ستدفعه الاجيال القادمة لو ضاعت الديقراطية التي بين ايدهم على ضعفها وعلاتها ونواقصها كان يمكنهم المحافظة عليها لتطويرها مع الايام والسنوات وتقويتها ولكن كل منهم قدم مصلحته الشخصية والحزبية على مصلحة هذه البلاد وشعبها فالنخب ليس بينهم من تقوم طائرة لتحرق اسرته وتدك بيته وليس بينهم من تعيش اسرته في معسكرات النزوح واللجؤ وليس بينهم من يقوم الامن باعتقال وتعذيب واغتيال ابنه هذه النخب التى اورثتنا بلاد محطمة ودفع السودانيين جيلا بعد جيل تمن تفريطهم في ثورتين سابقتين من دماءه وارواحهم، لم نحضر كيف اضاعوا ثورة اكتوبر 1964وانتفاضة ابريل 1985ولكني اشاهد هذه الايام كيف اضاعوها بما يفعلونه بثورة ديسمبر الان.

Said Eltayb

Exit mobile version