حمدوك أدرى الناس بمواصفات وزير الخارجية ولكن

القضية ليست تلعثم وزيرة الخارجية . او توهانها في المقابلات الإعلامية او ملاحظات حول ملمحها العام فتلك أشياء بمرور الوقت يمكن تداركها ؛ لكن القضية الاهم معايير إختيار وزير لوظيفة وحقيبة مفتاحية مثل الخارجية بعد تحول سياسي جذري بالبلاد وتحت ظروف حصار قديم وقطيعة دولية وتقاطعات مصالح لمحاور اقليمية وإشكالات مع المجتمع الدولي وفي ظل مراجعات مع دول الجوار ووجود ملفات عالقة ومشتركة مثل قضايا المياه وتعقيدات نقاط ساخنة حول السودان مثل ليبيا وجنوب السودان وملفات مفتوحة مثل العلاقة مع الجارة أرتريا ووساطة سودانية في افريقيا الوسطى وقضايا اخرى بالغة التعقيد مثل مكافحة الارهاب وموضوعات الهجرة غير الشرعية هذا بخلاف مطلوبات ادارة حوارات طويلة وعميقة مع الولايات المتحدة التي واضح ان غياب البشير والمؤتمر الوطني عن المشهد ليس كافيا بالنسبة لها لمنح الخرطوم صك براءة ! هذه نقاط مجتمعة كانت تلزم الجهة المرشحة والآمرة بالتعيين بطلب وزير بمواصفات تجمع بين حضور السمات الشخصية والتأهيل والوعي ببيئة تلك الاستحقاقات عبر وزير خارجية إبتداء يمتلك القدرة على ان يكون الشخصية الثالثة في تشكيل الجهاز السياسي والتنفيذي للمرحلة الانتقالية وزير يتمتع بالقدرة على احداث ثقل في كفة الموازين والقياسات وهذا بخلاف الكروت التي توفرها الدولة من المواقف يمتلك قدرات شخصية في التأثير بقدرات على المناورة والخفة على الطيران خلال اسبوع بين ثلاثة عواصم ؛ وزير يملك القدرة على المبادرة لدى رئيس المجلس العسكري ومكونه وموصول بشكل ما مع كواليس المتاح لاجهزة المخابرات والاستخبارات وبالقدر ذات تكون له سطوة على كل وزير يتداخل ملف ونطاق اختصاصه بمطلوب لدى وزارة الخارجية وهذا يعني ببساطة ان يكون من الشخصيات ذات الوزن السياسي لدي الجماعة المرسمة للمشهد السياسي لانه وزير يدير موازين مواقف ذات هوية سياسية تعبر عن النظام الحاكم الان واهم من هذا كله ان يكون شخصية مقبولة في مجال نشاطه الخارجي اي لا تكون لدى دولة ما او منظومة خارجية ملاحظات على مواقف سابقة للوزير فالدول مثلما تفحص سير السفراء فهي اشد قوة في فحص الوزراء ؛ هذه ببساطة كان يجب ان تكون ابتداء مواصفات المرشح وبالتالي فان اي خلل يحدث الان يعني ببساطة وصراحة مريعة ان الاختيار تم وفق نظرية (الشواغر) والتسكين وهذا مسلك يبدو انه عام ولكن ما اسقط السيدة (أسماء) في الفخ ان موقعها في المسرح مسلطة عليه الاضواء لطبيعة الانفتاح في الخارجي للسودان وعليه الان ؛ واذا كنت انا الاشعث الاغبر ادرك هذا اعجب ان تغيب كل هذه الحقائق عن لجان ترشيح ورجل مثل الصديق (حمدوك) غالب سيرته موزعة بين منظمات وإستشارات حكومات ويعلم معنى وظيفة وزير خارجية وكان يمكن له الجمع بين الوظيفتين ويا دار ما دخلك شر.

محمد حامد جمعة

Exit mobile version