للأمانة والتاريخ: لم تحجر علينا حكومة حمدوك ولم تمنعنا الحق في الكلام

بغض النظر عن أي شئ في النهاية نحن نكتب ما نراه مناسبآ .. لم تحجر علينا حكومة حمدوك و لم تمنعنا الحق في الكلام .. و أن كان النقاش اليوم حول ضبط المواكب وتنظيمها فهو خلاف علي الدرجة لا علي النوع .. وفيه أتفاق ضمني علي ضرورة أفساح الحرية .. وضمان حق الناس في التعبير السلمي عن أرادتها ..

اليوم نحن قادرون علي أنتقاد حمدوك ونمضي في ذلك الي أبعد الحدود .. و الناس اليوم قادرين علي أنتقاد ولاء البوشي “الوزيرة ” علي الهواء الطلق و أمام حرسها دون أن تخشى المتحدثة أن يطاردها أفراد الأمن أو أن تلفق لها قضية .. أو أن تطارد في رزقها ..

هذه المظاهر بسيطة نعم .. و لكنها في المقابل أنجاز حقيقي يحسب لدماء هولاء الشبان الصغار .. أنجاز عجزنا نحن عن تحقيقه عبر عقد كامل من الزمان ..

عندما كنا نعارض الوطني في البدايات وبحكم حداثة السن كنا نرى فيه شيطانآ .. و لما بدأنا في فهم الطريقة التي تعمل بها مؤسسات الدولة و حجم التحديات التي تواجه الدولة مقارنة الي ثقافة مجتمعها و تركيبة الأنسان السوداني الثقافية و الأجتماعية و السياسية و حجم الأطماع الأقليمية و الدولية التي تقلب السودان بين أصبعين .. فهمنا أن مساحة حركة السياسة في هذا البلد ليس بذلك الأتساع الذي نظنه .. و أن الفرق بين ما أنجز و بين ما كان يمكن أنجازه أن تبدل الوضع بين المعارضة و الحكومة ليس شيئآ كبيرآ ..

قحت يمكن أن تنقذ ما يمكن أنقاذه بأن تسرع و دون مواربة في رأب الصدع السياسي و أطلاق تسوية سياسية كبري مع القوى المدنية الكبرى من أتحاديين و أسلاميين معتدلين .. قحت عليها أن تعيد تشكيل هذه الحكومة بعد تحقيق التوافق .. و أن لم تتوافق القوى المدنية فأن حميدتي سيبتلع الدولة و سيبتلعهم تباعآ .. و بعدها سنعود الي ذات الحلقة المفرغة ..

عبد الرحمن عمسيب

Exit mobile version