لو كانت هذه الدولة تحترم نفسها لأُقيل هذا الوزير اليوم قبل الغد

بإطلالة سريعة على عدد من خطابات و صور السيد وزير الصحة؛ تجد أنَّ السمة الرئيسية المميزة له هي ” الحضور المسرحي” و الإعتماد على التأثير البصري و الرمزي في إثبات مكانته و أداءه في الفضاء العام، الرجل يحب تسجيل النقاط المجّانية و الإتّكاء على الأداء الرمزي/المسرحي/الدرامي بدلاً عن الأداء المِهني، فالضعف و الفشل المهني لوزارته بات واضحاً للقاصي و الداني، لكن يمكنه أن يسد هذا الفراغ العملي بالحضور الرمزي و حملات التطبيل.
– و هذا النوع من الأشخاص يكون في العادة متضخّم الإيغو و ممتليء بذاته، و لا يُبالي بالتناقض ما دام أنّه مع التريند و الجماهير، فعندما كانت موجة الجمهور هي = خليك في البيت و stay at home و كان جوّ التينشن و ترقّب الشعب لبيانات وزارة الصحّة و الفضاء مكهرب بالخوف من الوباء الجديد و المجهول = كان الوجود المسرحي/الدرامي للوزير حاضراً بصورة السوداني الحازم الحريص عليك و البنهرك لي مصلحتك، و.تداولت الوسائل الإعلام عباراته الشهيرة ” ما عندنا شي بنعملو ليك، و لو ضاقت بتموت ..الخ”.
– مع تخييم جو مليونية 30 يونيو و حضور الحس الثوري و ظهور التجهيزات الجادة للخروج بأعداد غفيرة = لم يفتح الله على السيد الوزير و لو بكلمة واحدة ينصح و يمنع فيها الناس من الخروج براءةً و معذرةً لله و لمهنته و لأخلاقيات عمله، و لم يُخلي ذمّته و لم يقل شيئاً ندافع به عنه أمام التاريخ، و لم يكتفي بذلك فحسب و لكنه فكّر و قدّر و لم يستطيع أن يقاوم رغبته في الحضور المسرحي و الرمزي و.تسجيل النقاط المجانية و مسايرة الموجة و الجماهير= فخرج مع الناس في المليونية، و لا أعلم صراحةً ما الشيء المهم جدّاً و الداهم و الخطر الذي لا يمكن أن يقوله السيد الوزير عبر وسائل الإعلام أو صفحة الوزارة أو قبل المليونية أو بعدها = و أراد أن يقوله للجماهير كفاحاً على أرض الواقع؟ الإجابة: لا شيء مهم يستدعي هذه الحركة و لكنه ال big show و الحضور المسرحي الذي لا يُمكن تفويته، حتى كاد أن ينتهي به المرء مضروباً ضرباً مبرحاً على يد ذات الجماهير التي يُحب السيّد الوزير أن يتملّقها.
– نأسف للمساجد و صلوات العيد و العالقين الذين ذاقوا شظف العيش و للممتحنين متوقفي الحياة الدراسية، و غيرهم ممّن صبروا و تجرّعوا غلواء الحظر و لكل من جاهد نفسه ألّا ينشر الوباء لأهله أو لغيره في بلد منهار الإمكانات الصحية = نأسف لهم جميعاً حيث أتى الوزير المسرحي متملّق الجماهير – و.من وراءه كل المنظومة الحاكمة – بنيانهم من القواعد، و لو كانت هذه الدولة تحترم نفسها لأُقيل هذا الوزير اليوم قبل الغد.
والله المستعان

Ali Abuidress

Exit mobile version