الغافل من ظنّ الأشياء هي الأشياء!!!

• ألا تلاحظ ، أيها الشعب الطيب ، أن من انتهكوا مقدسات الدين ، و ابتذلوا قواعد الشريعة ، هم – بالذات – من ظلُّوا (يهدِّدونك) بإقامة الدين ، و تطبيق الشريعة؟؟!!..
• ألم يُثر دهشتك ، أيها النبيل ، أن من أشعلوا نيران الفتن – دون غيرهم – هم اليوم من يحذِّرونك من “إثارة الفتن”؟؟؟
• ألا يثير حيرتك أن ترى أنَّ من دمَّرُوا قواتك المسلحة ، دون العالمين ، هُم من تعلُو أصواتهم تحذيراً لك و تهديداً من “الإساءة” إلى قواتك المسلّحة ؟؟؟!!!..
• ألم تنتبه إلى أن من سرقوا ثلاثاً من أعظم ثوراتك ، هُم ذات الوجوه الشائهة التي ظلّت تُحالف الطواغيت سرَّاً و جهراً ، و تحذّرك من حماقة “الثورة” ، حتى إذا انتفضت و حطّمت الأصنام ، جاءُوا يزعمون أنهم هم من رعى ثورتك ، و هم الأحق بحكمك؟؟؟..
• ثُمَّ .. ألا يدفعك إلى الجنون ، أن تجد أن من لخّص كل هذه المتناقضات أعلاه في جملةٍ واحدة حكيمة و عبقريّة (الغافل من ظنّ الأشياء هي الأشياء) و هو أحد أخلص و أعظم أبنائك ، قد مات منفيَّاً بعد أن جرّدهُ التافهون من وثيقة انتمائه إليك؟؟؟..
• وطيِّب !!!…
قال فلان .. ثنَّا علان..
• حدثنا فلان عن فلان عن فلتكان..
هذا أعظم شاهد على أننا أمّة مولعة بالـ(قوالات)..
معظم تاريخنا تاريخ (أقوال) و ليس تاريخ (أفعال)
معظم “سُعراتنا الحرارية” نهدرها في الخطب و الصراخ على المنابر ، و المساجلات و المناظرات، التي تنتهي دائماً ، إذا كانت في أمر ديني ، بتكفير كل من الطرفين للآخر، و إذا كانت في أمرٍ دنيوي ، بالتخوين أو التجهيل ..
من يحدثك عن رمزٍ وطني (سوداني) لن يجد شاهداً على وطنيته سوى مقتبسات من أقواله ، و ليس أفعاله ، لأن أحداً لم يفعل شيئاً منذ الاستقلال.. و الجميع قالوا فأسرفوا في القول
إنتاجنا كله إنتاج قولي ..
نحتاج إلى الوقوف صامتين لستين سنة قادمة ، حتى نتهيَّأ لإنجاز (فعلٍ) ما ..
إلى قيام الساعة ؟؟ يا راجل!!
• أقاويل فارغة بلهاء ، يرددها بعضهم و هو يظنها أحاديث نبويّة ، بل يظنها بعضهم من القرءان الكريم ، و أمثلهم طريقة يحسبها من مكنون الحكمة الإنسانية ..
• قال لي أحدهم صباح اليوم ، دون أية مناسبة :
– دولة الظلم ساعة ، و دولة العدل إلى قيام الساعة!!
• سألتُه ، مندهشاً ، من أين جاء بهذا الكلام؟ فقال لي : هذا ليس كلامي ، بل هو من مأثور حكمة “السلف الصالح ..”
• قلت له : و لكن القرءان ، و التاريخ كله ، و سيرة حياة البشر على الأرض ، تؤكد أن هذه القولة ليست حكمة ، بل هي سخفٌ خالص ، فالله لم يخلق هذه الأرض ، بالأساس ، لكي تسود فيها (دولة العدل) إلى قيام الساعة .. بل إن مجموع لحظات العدل على الأرض لا تساوي ساعة بالقياس إلى عمر البشر على الأرض، هي اللحيظات القليلة التي حكم فيها الأنبياء .. لعل الأقرب إلى الحقيقة و إلى الحكمة أن نقول (دولة الظلم إلى قيام الساعة ، و دولة العدل “بعد” قيام الساعة )..
• ابتعد الرجل عني سريعاً و هو يردد الشهادة و يحوقل .. و مع ذلك ، فقد سرّني أنه لم يتهمني بالكفر و لا بالزندقة ، كتّر خيره ..

علي يس

الراكوبة

Exit mobile version