السودان عند حافة الهاوية.. مسالة وقت حتى تقع الطامة

اعلم حد اليقين أن ما ساقوله ؛ سيجر عشرات من صنايعية (أسكنر) النوايا ؛ وحمقى سابلة الأسافير ؛ ممن يمنحون أنفسهم حق ؛ التمييز وضبط توجهات الغير ؛ فإن خالفتهم إما انك تدعم خط او تشق طريقا ؛ بنظرية الخيالات ؛ كما سيهمل البعض الاخر ؛ إهمالا او تقليلا ؛ وغض النظر عن هذا أقول بشكل وإن بدا صادما ؛ إني فيما أرى فالسودان عند حافة الهاوية ؛ لا شك عندي في أنها مسالة وقت حتى تقع الطامة ؛ فالوضع الإقتصادي لا يلوح في أفقه مخرج ؛ هو لم يزد سوء بل يمضي الى مرحلة أفظع ؛ الوضع الأمني ؛ لا يحتاج لشروحات وأمثلة ؛ الوضع السياسي ؛ تاكد فيه أن محركاته لا صلة لها بالشارع ؛ فإذا كان الرجل الثالث او الرابع ؛ في المكون العسكري بالمجلس السيادي والقوات المسلحة ؛ يهان ويشتم ويخرج مخفورا تحت قبضات اللاعنيين ؛ فماذا سيحدث في مقبل الأيام للصادق المهدي او (الدقير) او الخطيب وسنهوري ! دع عنك الأطراف الأخرى غير المنتمية حسب تصنيف المرحلة للثورة ؛ متوقع جدا ان يمزق احدهم عمامة كبير او يبصق في وجهه ؛ سيات البعض ويعتذر ان أغراب فعلوا .

2
تعاد شحن الصادر لاخطاء ؛ تفسد اخرى بالميناء ؛ لا يزال الذهب يخرج ولا يعود ! مافيا حصائل الصادر لا تجلب حصائل ؛ فشل في كل الإتجاهات ؛ تخبط ؛ تراجع في الخدمات ؛ الكهرباء قالوا ستسقر في اغسطس الحالي ؛ ثم اضيف اليها وعد جديد اول العام ! سيخرج المسؤول اغلب الظن ليقول في يناير (إني اعتذر لم اوفي واطلب مهلة جديدة) ؛ فعلها اخ له من قبل مع الدقيق والخبز ! أزمة في الدواء ؛ ازمة في الغذاء ؛ كل هذا لا يهم يخرج عادة ليقول مبرر ان الناس ثارت من أجل (الكرامة) تعبير معنوي وشعري ؛ لن يحل ازمة مريض ؛ سيحل الكرامة في محلول وريدي او يجر الكفن على عزيز من الالف الى التاء ؛ دفعات جامعية عالقة ؛ من كان في العام الثاني يفترض انه تخرج الان ومن كان في العام الاول على وشك التخرج ؛ عليهم الان تعليق وتوثيق الشهادة الجامعية عن موظف الكرامة .
3
دارفور تعود للاشتعال ؛ تحرق الدور الحكومية ومقار الشرطة ؛ تشرد القرى ؛ يفر السكان ! لا احد يملك إجابة ؛ الشرق محتقن ؛ يعين رئيس الوزراء وال ؛ حتى اليوم هو بالخرطوم رغم ان 45 دقيقة توصله الى كسلا او اقل ؛ الشرق برمته في عين العاصفة وهو في الحسابات الإستراتجية نطاق ان ساءت احواله تضرر الوطن برمته بعض الولايات الحاضنة السياسية ترفض قرار المركز كما يحدث في جنوب دارفور ؛ اوضاع غير مريحة في جنوب كردفان اكبر فصيل متمرد مسلح _جناح الحلو _ خارج تسوية مشروع السلام ؛ مما يعظم فرضية اي حماقة تفاقم الاوجاع ؛ اقليميا السودان محاط بتهديدات صراع مصر واثيوبيا واتساع نطاق التدخلات في ليبيا وتاكيد ان تسرب من مخزون سلاحها لدارفور سيتحقق غض النظر عما سيتم بين تلك الاطراف توقفت الحرب او استمرت ؛ الاوضاع الداخلية بالسودان وخطاب الاقصاء ولغة التفلت نفسها مسعر نار سيتقد ولو بعد حين ؛ تراجع نفوذ الحواضن الاجتماعية ؛ ايادي الاحزاب المرتعبة لا تملك زجر اي جماعة تخرج وتحتج ؛ هيبة الدولة تلاشت بشكل كامل ؛ يمكن لاي مسؤول ان يركل من مكتبه ويطرد ؛ ولا يملك اكبر مسؤول نصرته او دعمه .
4
وضح بشكل جلي بعد عام ونصف ؛ ان من تبنوا التغيير الذي حدث ؛ لم يقدموا مشروع إنتقالي متماسك ؛ لا من حيث كفاءة الاشخاص الذين يديرون المرحلة ؛ لا من حيث الاداء العام التنفيذي او السياسي ؛ الكل يمارس فضيلة التنصل ؛ او رمي الكرة للزميل ! الكل يتحدث عن الوطن ويبكي ويتالم ! لكن السؤال هل ينتظر هؤلاء ان يرسل الله ملائكة تصلح الحال ؟ السودان ليس ماء (بدر) والحباب بن المنذر لن يحضر ليقول للبرهان وحمدوك منزل انزلك الله ام هي الحرب والمكيدة ! الحقيقة التي يجب ان تثبت ويقر بها الجميع ان السودان ان كان في عهد في البشير قد إعتل ؛ فهو الان ينازع ! ارهقته كثرة المحاقن ؛ وتعدد الجراحين ؛ كل جسم سياسي يشق جانب ويعمل فيه أدواته ؛ هذا هو الواقع ؛ لن يجمله هتاف او سباب او افراط في إستخدام الفعل المضارع عبر مصاعد (حا وسوف). ان هذا الوضع برمته يتطلب وقفة جادة من الجميع ؛ وعلى راسهم واولهم القوات المسلحة لانها ستدفع ثمن نهايات هذا الانهيار ؛ ستكون المؤسسة التي أرادت إحياء السودان فقتلته بالتردد والمجاملة وتقدير الموقف غير الدقيق سواء لحسابات الداخل او الخارج والاخير بعد عام ونصف ثبت ان مثل تاحر البندقية وعرقوب صاحب العرب؛ لقد تدخلت في أبريل والمنظومة الامنية لاجل حقن دماء السودانيين ؛ وفتح الافق للعيش الكريم واعادة البناء ؛ هل فيما يرون الان هذا ! اقول كمواطن سوداني لا ارى ! بل ارى ما يثير خوفي قبل قلقي ..اللهم قد بلغت فأشهد.

محمد حامد جمعة

Exit mobile version