لسنا بسُذج يا هؤلاء..!!

نعجب جداً من الطريقة العقيمة التي ما زالت السُلطات تستخدمها في ضبط أسواق العُملات مع عدم جدواها ، ما زلنا ندور في نفس الدائرة ولم ننعتق بعد من تلك العقلية التي أدارت بها الإنقاذ البلاد بأنّ القوة هي الآداة الوحيدة التي يجب أن تستقيم بها الحياة ، وتُعالج بها المُشكلات كما ظنّوا وظنّ من جاء بعدهم ، هؤلاء السريحة الذين تُطاردونهم هُم (صفق) في فروع أشجار تجار العُملات الضخمة التي تمدّدت جذورها في واقعنا وفعلت فيه الأفاعيل بسبب السياسات الخطأ ، ولن نصل إلى العُمق لتجفيف الجذور (الخبيثة) إلّا بحبس مصادر الحياة عنها ، وعندها يتساقط الصفق تلقائياً بعد جفافه.
وأنّى لنا الوصول هكذا..؟
الأخبار تترى من شرقنا الحبيب وبينما نحن نعقد في المؤتمرات الصحفية لاصدار قرارات الطوارئ الاقتصادية وشن الحرب العبثية على صغار التجار تردنا الأخبار بأنّ باخرة أخرى أعادتها السُلطات السعودية مُحملة بالماشية السودانية (المرغوبة) جداً بالخارج والمرفوضة بسبب مخالفتها للاشتراطات الصحية الخاصة بالصادر ، أكثر من (40) باخرة أعادوها ولم يتعظ أهلها ويبحثوا لهم عن إيجاد حل ، ولم تسعى الدولة وتجتهد مؤسساتها ذات الصلة في البحث والتقصي عن أسباب الرفض ، بدلاً من عقد المؤتمرات وتسليط الأضواء عليها والخروج علينا بالتصريحات وكثرة الحديث المُمل عن إيقاف التدهور.
باخرة تتبعها أخرى والمصير نفس المصير من المسؤول..؟
موسم زراعي غائب وما ننتظره من حصاد بالكاد يكفي أصحابه ، لن يفِ بالمطلوب ولن يحل المُشكلة لارتفاع تكاليف انتاجه وشُح مُعينات حصاده ، والمؤتمرات الصحفية تتوالى والحديث عن الحل أمام الكاميرات يتكرر ويتنافس الخبراء على الوسائط ليُحدثونا عن النظرية العالمية للاقتصاد وعن كيف نهضت أمريكا وكيف خرجت الصين من أزمتها الاقتصادية ، والدولار الغير مدعوم (بانتاج) لن تصده نظرياتكم ومؤتمراتكم هذه عن القفز المتواصل ولن توقف عواقبه الوخيمة التي لا تحتاج في يومنا هذا لمن يُحدِّث عنها.
أفيقوا بالله عليكم وتيقّنوا بأنّ التدهور لن يتوقّف هكذا وبأنّ السياسات التي فعلتموها وما زلتم لو كانت ذات جدوى لاستفادت من جدواها الإنقاذ ولظلّت باقية فينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، سئم المواطن الذي ظلّ ساذجاً في أذهان الساسة من مثل هذه السياسات الفارغة ، وجمر المُعاناة ظل يحرق في مدخوره (على قلته) وقضى على أخضر ما عنده واليابس ، والدولة كُلها تلهث وراء تجار صغار وسِرِّيحة لن تصل بهم إلى الكبار في زمانٍ أصبحت فيه التجارة تُدار بشكلٍ مُختلف وتحويل العُملات والاتجار بها لم يعُد كما كان.
سُئل حكيم عن إمكانية تعبئة مياه (السراب) في قوارير وبيعها للسُذج فضحك عالياً وقال يُمكن ذلك عندما يتسيّد الوهم المشهد ويُصدِّق أهله بأنّهم عباقرة.
الجريدة

زاهر بخيت الفكي

Exit mobile version