المتصالحون مع ذواتهم قليلون الذين يمتلكون شجاعة نقد الذات والاعتراف بالأخطاء أمام التاريخ أقل ومنهم امين حسن عمر وأذكر جيدا في العام ٢٠٠٧ وكنت على العتبة الأولى للمرحلة الثانوية دارت مساجلات بين الشيخ إبراهيم السنوسي والتيجاني عبد القادر في الصحف حول صراع الإسلاميين ولم يكن التيجاني عبد القادر محايدا ولا موضوعيا وغابت عنه كذلك حتى علمية الباحث في هذا الحوار كتب امين ردا عليه بمنتهى الشجاعة والوضوح منصفا الشيخ الترابي في مقالات وسجالات طويلة نشرت في صحيفة الرأي العام في وقت كان فيه مجرد ذكر الشيخ الترابي بخير يثير حولك الشبهات داخل المؤتمر الوطني..
قبل فترة قرأت حوار لأمين حسن عمر سئل فيه عن مفاصلة الاسلاميين أجاب بوضوح انهم كانوا في الموقف الخطأ، وعندما دار الحديث عن ترشيح البشير ل ٢٠٢٠ في هياكل المؤتمر الوطني التنظيمية كان امين حسن عمر اول المجاهرين برفضه ترشيح البشير وأكثرهم شراسة ووضوح وتعبيرا عن الرأي الرافض للتمديد للبشير..
مرات قليلة هي التي التقيت فيها بامين حسن عمر في جلسات خاصة محدودة الحاضرين الرجل حاضر الذهن عميق الفكر رصين الكلام وفي إحدى الجلسات رؤى لي امين كيف استفاد من إحدى اعتقالاته في عهد النميري وكيف ساهم المعتقل في بناء ذخيرته الفكرية والثقافية، والحقيقة أن امين به كثير من اسمه حين يحدثك عن التاريخ بتجرد عجيب وكما أن أمين معتز بفكرته وتاريخ الحركة الإسلامية وواثق من انتصارها..
اعتقلت قبل قليل قوات حكومة قحت أمين حسن عمر من منزله وسيكون امين مثل من يعتز بهم ويفاخر يردد كلمات الشهيد سيد قطب :-
اخي إنني اليوم صلب المراس
ادك صخور الجبال الرواس
غدا ساشيح بفأس الخلاص
رؤوس الأفاعي إلى ان تبيد
الصديق محمد احمد
