رباح الصادق تكتب الى الدكتورة مريم الصادق المهدى

الفرنجة من بني انجلوساكسون لديهم مثل معناه: مع الشدائد يتقدم الاشداء.
When the going gets tough, the tough get going.
أعلم أن لديك همة استثنائية وعزيمة لا تلين، وانك مذ كنت طفلة صغيرة لفت انتباه كل من لاقاك مع ابيك النعمة، كالمبدع الطيب صالح، والعم جراهام توماس، وغيرهما، وكنت محط محبة امي رحمة رحمها الله التي لقبتك ب(مريومة.. ست الحكومة)، وذروة آمال امي سارا رحمها الله التي كانت ترى فيك مشروع علم يرفرف فوق الذرى، وبينما لا تزالين صبية شاركت في تكويننا وفي تربيتنا بالرغم من صغر فرق السن بيننا.
مع ذلك، اخاف عليك من كثرة العراقيل وتشابك الملفات وتعقيدها، وكثرة المغارز، ومن الثورة المضادة، ومن تكسر النصال على النصال عليك، ومن قل الصليح وكثرة التجريح كأنك ابو الطيب حين قال:
تمنيتها لما تمنيت أن أرى صديقا فاعيا أو عدوا مداجيا
واخاف عليك جدا من الغياب الجسدي لحبيبك السند والنعمة الذي يلقي بظلاله المرة على المشهد عامة وعليك يا من صنعت على عينه وتكللت بمباركته..
كوني قوية كما عهدناك، اهتمي بالراي الآخر وحتى بالنقد الصادق المخلص، ولا تأبهي ابدا بنباح التعويق والتخذيل والحسد (تنبح ام عويل والهبوب تشيل).
هذه المسؤولية التي أمسكت بها جمرة، نسأل الله أن تكون بردا وسلاما عليك بصبرك ودأبك ووضعك الشعب نصب عينك، وجعلك المخلصين مرآة تنظرين فيها لتعديل المعوج، فتعيدين لهذه الوزارة القها على يدي الآباء المؤسسين.
ولتقرأي لجراب الرأي والأدب جمال محمد أحمد ومن كتب بعده في الدبلوماسية، ولتضعي (تحديات التسعينات) للحبيب نصب عينك فتحديات العقد الثالث من الألفية الثانية انطلقت منها ونمت.
ولتبحثي عن المخضرمين من آباء الدبلوماسية والعلاقات الخارجية الذين أبعدهم الطفابيع واجعلي من شوراهم بدايتك الحقيقية نحو الإصلاح.. وللصدفة حينما اذيع اسمك كان قد وصلني اهداء من دكتور فيصل عبد الرحمن على طه لمجموعة من إصداراته الجديدة عن مياه النيل، وسد النهضة، والحدود السودانية الإثيوبية، له الشكر والتقدير والتحية، وله ولغيره من علمائنا المجدين كتابات لا غنى لك عنها لاغناء إدارات الوزارة بالمعلومة والفكرة السديدة..
يا رب اعنها وسدد خطاها.
وقل لنار الشدائد كوني بردا وسلاما على المنصورة..
ومنصورة حبيبتي انت وزملائك وزميلاتك الذين تقلدوا هذا التكليف الصعب في هذا الزمن الصعب، وفقكم الله على أن تقيلوا عثرة الشعب، وتعيدوا للثورة معناها وتمسحوا إحباط الشيب والشباب والنساء وفاء لدم الشهداء ولدقات قلوب الثوار..
أخص بالذكر والدعاء الاحباب محمد علي جادين والطاهر حربي، والحبيبة تيسير النوراني والحبيبة بثينة دينار.. والمهندس خالد سلك المفترض أن يكون دينمو الوزارة، وكذلك الدكتور جبريل إبراهيم الذي نأمل أن يوفق مع بقية الطاقم في رفع المعاناة عن كاهل المواطن المطحون بل فاق حد الطحن.
شيلتكم تقيلة، الله معاكم…

صحيفة السوداني

Exit mobile version