تعقيب د.هاني رسلان على (شوكة حلايب)

كتب الصديق العزيز الدكتور هاني رسلان رئيس مركز الدراسات التاريخية والاجتماعية بمؤسسة الأهرام – المتخصص في الدراسات السودانية، هذا التعقيب على عمود سابق، نشر في هذه المساحة، جاء تحت عنوان (شوكة حلايب).
سأعود مرة أخرى للرد والتوضيح، مع وافر تقديري واحترامي لدكتور هاني رسلان.
***
حبيبنا الأستاذ ضياء.. قلت فى مقالك إن هناك حوارا مفتوحا بود واحترام، وهذا صحيح فلولاهما لما كان الحوار، ويقول المثل (يبقى الود ما بقي العتاب).. ولكنك حين تحدثت عن حلايب يا صديقي، نقلت إلى الفضاء العام الجزء المتعلق بوجهة نظرك، وأغفلت الجزء الآخر الخاص بالرد عليه.
ولا يخفى عليك أثر ذلك بمزيد من التشجيع لتلك الفئة التي نتحدث عنها.
وكان منصفا أكثر لو أشرت أيضا إلى أن هناك رأيا آخر يقول إن حلايب ليست هي الأصل في تأزم العلاقات، لأن هذا التأزم كان قد وصل إلى ذروة غير مسبوقة قبل تصاعد أزمة حلايب.
وأن هناك من سعى إلى بعثها من مرقدها لغرض في نفس يعقوب، وفي سياق متعمد لقطع الوشائج واصطناع الخصومة من الجانب السوداني، تضمن وقائع كثيرة معروفة للجميع، وأن الحوار يجب أن يضع مثل هذه المشكلة في حجمها الطبيعي وفحصها بهدوء بعيداً عن أجواء الإثارة والتهييج التي لا يمكن اتخاذها معيارا ولا مدخلا لحوار موضوعي.
أذكر في إحدى المرات، أنني قرأت مقالا واظنه في جريدة (التيار)، لسفير سابق وأستاذ جامعي رصين هو د.حسن عابدين رحمه الله، يقول فيه إن حلايب محتلة، وإن ذلك مثله مثل احتلال إسرائيل لفلسطين، وما أظن أنه كانت تغيب عن فهمه أو فطنته، أن هذه مقارنة سقيمة من أي زاوية نظرت إليها.. ووقع في ظني أنه فقط كان يتساوق مع الهجمة السادرة والمفتعلة ضد مصر، كما كان يقع بشكل متكرر بين حين وآخر، تملقا للعامة وللحاكمين.
الشاهد أن مثل هذه الاندفاعات والمبالغات أو التوصيفات، لن تحق حقا ولن تبطل باطلا، والنصح إلى هؤلاء بالروية والتعقل أفضل.
وإلا فلتترك لهم دفة القرار وصنع السياسات، كي يهيموا في طريق.
أذكر أنه في مساء يوم زيارة د.حمدوك إلى الأهرام، كان لدي تعليق على الهواء على الزيارة، ولا أذكر في (سكاي نيوز) أم (العربية).. كان الضيف الآخر من الخرطوم.
وعرف نفسه بأنه من تحالف الحرية والتغيير وقيادي بحزب الأمة .. كانت تعليقاته كلها سلبية وبنبرة تميل إلى المواجهة أو المجابهة، ومن ضمن ما قال “إننا كدولتي مصب استغفلنا دول المنابع طوال العقود الماضية واستولينا على نهر النيل لأنفسنا، وأنه حان الوقت أن نتفاوض وأن ننصفهم”.. في حين أن الإيراد المائي السنوي لحوض النيل، يزيد عن( 1650) مليار متر مكعب، وما تحصل عليه مصر والسودان معا هو (84) مليارا، أي حوالى (5%) فقط من جملة هذا الإيراد.
فانظر إلى ذلك في ظل الأزمة الحالية التي يقول فيها السودان، إن نصف سكانه معرضون للخطر، وهو تهديد حقيقي ماثل للعيان ويطرق الأبواب بشدة.. وقس عليه كثيرا مما يتم الهرف به دون فهم ولا وعي ولا إلمام حتى بألف باء.
تحياتي وودي لك ضياء الدين بلال.

ضياء الدين بلال – صحيفة السوداني

Exit mobile version