مزمل ابو القاسم يكتب:(و مدرسة وسطى)

إليكم …………. الطاهر ساتي
:: قبل أشهر، كان التصريح المتفق عليه بوزارة التربية والتعليم هو جاهزية الوزارة والمدارس لاستقبال المرحلة المتوسطة .. لم يشذ عن اعلان الجاهز أحد، ولكن دائماً ما تأتي رياح الواقع السياسي والاقتصادي بما لا تشتهي سفن المسؤولين بالتربية والتعليم، لقد تغيّرت التريحات، بحيث لم تعد تعلن عن الجاهزية .. وعلى سبيل المثال، تحدث الاستاذ معز فيصل الشيخ مدير الشؤون الادارية بوزارة التربية – في برنامج كالأتي بقناة النيل الأزرق – بحديث غير مطمئن ..!!
:: إذ يقول سيادته عن المرحلة المتوسطة ومدارسها ( نفس المدارس الموجودة حاليا سيتم تحويلها للمتوسطة، وهناك تحدي في طباعة الكتب، وهي في مرحلة الطباعة، ونحتاج وقت لتقييم خطوات الاعداد للمرحلة المتوسطة، وبعدها تحدد موعد بداية العام الدراسي، و لايمكن ان ينطلق العام الدراسي دون اكتمال طباعة ومراجعة الكتب الجديدة الخاصة بالمرحلة المتوسطة، و سنبدأ مرحلة تقييم الوضع نهاية هذا الاسبوع ومن ثم تعلن موعد بداية العام الدراسي )..!!
:: وزارة التربية لم تتفاجأ بموعد العام الدراسي، بحيث لاتكون الكتب جاهزة، ولكن ما بيدها حيلة، إذ هي تفعل ما بوسعها .. وكما كتبت في ذات زاوية فإن عودة المرحلة المتوسطة من تحديات المرحلة الانتقالية.. ولعلكم تذكرون، ما أن تم إلغاء المرحلة المتوسطة ب (جرة قلم)، حتى باع بعض عناصر النظام المخلوع مدارس المرحلة المتوسطة كأراضٍ استثمارية،ثم حوّل البعض الآخر المدارس إلى مكاتب حكومية.. وما وُلدت فكرة الفصل التاسع، قبل سقوط النظام بعام، إلا لتغطية هذا النهج غير المسؤول..!!
:: ولتمرير الفصل التاسع، كانوا يتحدثون عن بناء أسوار في حيشان المدارس، وما بين الفصول، وعن تعيين وكيلين بكل مدرسة.. و.. و.. كل هذا الخداع لإقناع الرأي العام بقبول فكرة حشد الأطفال والمراهقين في حيشان المدارس .. على كُلٍّ، عودة الوسطى من تحديات المرحلة، ويجب أن يكون تحدياً للمجتمع أيضا، وليس الحكومة فقطً.. ولقد أحسنت وزارة التعليم عملاً بفرض سياسة الأمر الواقع باعادة المرحلة المتوسطة ، وهنا التحدي، والدعوة إلى البناء يجب أن تكون (عامة)..!!
:: على المجتمع أن يتقاسم التحدي مع حكومته، بحيث يكون شريكاً في جهد إعادة الوسطى .. فالمرحلة العائدة بحاجة إلى مدارس وكُتب وتدريب معلمين وغيره.. ومهما ضاعفت الحكومة ميزانية التعليم، فلن تستطيع وحدها تأسيس مرحلة كاملة، ولا بد أن يكون للمجتمع دور إيجابي، وذلك عبر الشركات والمنظمات .. وفي الذاكرة شعار(ح نبنيهو)، كما كان شعاراً قوياً في مرحلة الثورة، يجب أن يصبح عملاً أقوى في مرحلة الدولة، وللأسف هذا ما لم يحدُث حتى الآن.. !!
:: كل المواكب لا تزال مواكب سياسية أو احتجاجية، ولم يُخرَج موكب من أجل البناء والتنمية، وكذلك لم تستثمر الحكومة الشباب والقطاع الخاص في (نفير).. فالتعليم العام يجب أن يكون مسؤولية كل مستويات الحكم والمجتمع، أي تبدأ المسؤولية بالمجلسين السيادي والوزراء، ثم الولايات والمحليات، وحتى لجان المقاومة و منظمات المجتمع المدني..وكما انتصرت على الديكتاتورية و الشمولية بالمواكب المليونية، فعلى لجان المقاومة أن تنتصر أيضاً على الجهل والفقر والمرض باستنهاض الهمم ..!!

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version