أسماء جمعة يكتب (خليكم شاهدين).. الخرطوم لن تنظفها الشركات الأجنبية

في شهر يونيو الماضي اعترف والي الخرطوم أيمن نمر بعجز وفشل حكومته في تغطية خدمات النظافة بمحليات الولاية المختلفة، والرجل بنى آماله على الشركات الأجنبية التي سيتم استقدامها، والنظافة هي المهمة الوحيدة التي لا تحتاج إلى الاستعانة بالشركات الأجنبية، فهو غير مستعد للتفكير خارج الصندوق.

النظافة مسؤولية خاصة سواء أكانت على المستوى الفردي أو الجماعي أو على مستوى الدولة، ولا تتحقق إلا إذا قام بها الأفراد انفسهم، أي انه لا يمكنك أن تنتظر حتى يأتي شخص آخر ليقوم بتنظيف بيتك او الحي الذي تسكن فيه أو بلدتك، نعم يمكنك أن تستأجره ليقوم بالمهمة، ولكنه لن يقوم بها كما ينبغي ولا يمكنه المحافظة عليها ما لم يكن هناك التزام وتعاون من أصحاب المنزل أو الحي او البلد، والأمر كله يعتمد على الإحساس بالمسؤولية،والنظافة هي المهمة الوحيدة التي لا تحتاج إلى تأهيل فهي سلوك يتعود عليه الإنسان حسب التنشئة، وأي شخص أو مجموعة يمكنهم اجادتها والإبداع فيها لوحدهم.

الخرطوم، العاصمة (الأكثر قذارة) في العالم لم تصل إلى هذه المرحلة إلا بعد ان تخلى الجميع عن المسؤولية، الدولة اولا ثم الأفراد والمجتمع كله ،ومالم يعودوا لتحملها فلن تنظف ولو جئنا بكل شركات العالم، وما تقوم به حكومة ولاية الخرطوم أمر غير مجدٍ وهو هدر لأموال الدولة بلا فائدة، فمسؤولية النظافة مشتركة بين المواطن الدولة، إذا التزم أي طرف دون الآخر فلن تتحقق،لذلك مطلوب من ولاية الخرطوم تحريك مواطني الولاية لمساعدتها وهنا أذكر والي الخرطوم بما قاله سفير الاتحاد الأوروبي دانييل فايس في اليوم العالمي للبيئة شهر يونيو الماضي حين خرج ينظف الخرطوم مع الشباب في غياب كامل لمسؤولي الولاية.

السفير قال إن حل مشكلة النفايات في السودان يكمن في ثلاث خطوات، أولا زيادة الوعي بمشكلة وأضرار النفايات وتشجيع الناس على إنتاج نفايات أقل وتخفيض معدلات إلقاء النفايات، ثانيًا فتح الباب أمام الاستثمار في إدارة النفايات وإعادة تدويرها لإنتاج سلع جديدة وصديقة للبيئة، ثالثًا طالب الشباب السوداني بابتكار حلول جديدة ومحلية وبناء فرق مجتمعية للحفاظ وحماية البيئة في الأحياء والقرى في السودان. وهذا ما ظللنا ننادي به ومالم تقم الحكومة بهذه الخطوة فهي لن تنجح في نظافة العاصمة ابدا ولو جاءت بشركات العالم كلها.

السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يبدو أنه التقط الاشارة وفهمها فناشد الشباب ودعاهم إلى إنشاء مبادرات لنظافة العاصمة،ولكن مناشدته راحت ادراج الرياح لأن والي الخرطوم ولا غيره من الجهات ذات الصلة لم تتبن الطرح، هذا غير أن أبوابها دائما مغلقة في وجه الشباب الذين يحتاجون إلى من يقترب منهم ويمنحهم الثقة ثم يستمع إلى مبادراتهم وأفكارهم ويناقشها معهم، واعرف الكثير منهم سعى خلف المسؤولين وهو يحمل الكثير من المبادرات ولكنهم عادوا خائبين، والحق يقال إن مسؤولي هذه الحكومة لا يمكن الوصول إليهم.

عموما يبدو أن موعد العطاءات العالمية لنظافة الخرطوم قد حان وسيعلن خلال هذا الشهر حسب تصريح لوزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم. و(خليكم شاهدين) على ما يهدر من مال والفشل الذي يتحدى تلك الشركات، وتذكروا أننا نصحنا الوالي وحكومته ولم يستجيبوا، فليس هناك من يراقب ويحاسب ويعاقب، لهذا يحارب الجميع تشكيل المجلس التشريعي، إلا هل بلغت اللهم فاشهد.

صحيفة السوداني

Exit mobile version