عايشت بالمملكة العربية السعودية فترة عصيبة كانت الخلايا الإرهابية المرتبطة بداعش على أشدها، ومن ضمن سلسلة العمليات النوعية التي قام بها جهاز الأمن السعودي في الفترة من ٢٠٠٣ إلى ٢٠١٥، كانت مداهمة عنيفة في أحد أحياء العاصمة الرياض الذي كنا نقطنه.
كان الارهابيون متحصنين داخلة فلة من طابق محصنة الأسوار، شاهدنا من على البعد حجم القوة التي احاطت بالموقع ومستوى التسليح و الدروع الواقية للجنود، والاسناد الجوي بالمراقبة والتصوير، وما إلى ذلك ، رغم أن الارهابيين كانوا شرسين و مدربين يرتدون أحزمة ناسفة، قابلة للتفجير في أي لخظة، إلا أن الخسائر دائما ما كانت طفيفة في صفوف القوة الأمنية المداهمة مقارنة بالإرهابيين، نتيجة الاستعداد الجيد.
الخسائر الفادحة في أوساط أفراد جهاز المخابرات العامة بالأمس، تطرح عدة أسئلة واستفاهمات حول التخطيط للمداهمة وحجم القوة وتسليحها و الاسناد الذي وفر لها، وتحتاج حقيقة إلى تقييم وتحقيق للمحاسبة والاستفادة من الدروس والعبر.
خاصة وأن من بين المشاركين في العملية (تقنيون) من الخبراء في التهكير والذي اخترق الخلية الارهابية التي ارادت ان تحيل ابناء السودان في الخرطوم الي اشلاء ودماء وتعيد صورة ما يحدث في سوريا والعراق، كما كشف خبير عسكري بالأمس.
فكيف لـ”تقني” أن يداهم؟!، قد تغيب عنا الكثير من المعلومات حول تفاصيل العملية، ولكن الواضح للعيان حجم الخسائر الكبيرة الذي يتطلب تغطية “الثغرات” لاحقاً والاستفادة من مواطن الخلل.
رحم الله فتية جهاز المخابرات الأشاوس الذين مهروا دماءهم رخيصة فداءً لشعبهم والوطن وجعلهم في زمرة الشهداء والنبيين والصالحين، والهم ذويهم الصبر الجميل.
ابو مهند العيسابي