نصرالدين السقاري يكتب: ياهو دا السودان

اشتهر الشعب السوداني دون غيره من الشعوب بالكر م الفياض وطيب المعشر ونقاء السريره والامانة الشئ الذي ميزه عن كل شعوب الدنيا فأينما ذهب السوداني يجد الحفاوة والاحترام والتقدير خصوصا في دول المهجر تسبقه سمعته و سيرته العطرة فهو موضع ثقة ومؤتمن وكثير من الامثلة والمواقف المشرفة اشتهر بها انسان السودان الرائع،

2
ومن تلكم المواقف التي علقت بذاكرتي ولم تبارح مخيلتي منذ مدة ليست بالقصيرة كنا في الطريق الي احدي قري المناقل بجزيرة الخير لاداء واجب العزاء في احد اقرباءنا وكنا في بداية فصل الخريف اذ ان السماء ملبدةبالسحب واذا بنسمة باردة تعانق وجوهنا وبرق خاطف لامع اعقبه دوي هائل للرعد وماهي الا لحيظات وانهمر المطر بغزارة خلته لن يتوقف واذا بسيارتنا تبدأ في التأرجح يمنة ويسري حتي انغرزت عجلاتها بالوحل توقفت تماما برغم محاولات السائق. الا ان كل محاولاته باءت بالفشل،
3
نزلنا نحفر ونحاول ونحن علي مقربة من احدي قناطر
الري المنتشرة علي طول الطريق بالمشر وع الزراعي
اذا برجل يخرج الينا.و معه ابنه الاكبر يحملون المعاول والطواري جمع طورية وانبروا لمساعدتنا بعد السلام والتحايا لم يقصروا حتي خرجت العربة من الوحل حمدنا الله وشكرنا الرجل وابنه وهممنا بالانصراف فلقد اصبح الجو صحوا بعد وقوف المطر الا من رزاز خفيف،
4

صاحبنا طبعا حلف ب(الطلاق) الا نتحرك ما لم نتغدي وباءت كل محاولاتنا لاثنائه عن موضوع الغداء وطلبنامنه ان يستبدله لنا بالشاي بالفشل واصر علي موضوع الغداء، رضخنا لامره نهاية الامر وما ان ولجنا داخل غرفة الضيوف وجدنا في انتظارنا كمية من اللحوم بانواعها من المرارة والشية والمحمرة وقتها علمنا انه ذبح الكبش قبل ان يخرج علينا علي صوت وحل العربة وترك احد ابناءه لتجهيز الخروف،

5
كان الجو رهيبا ورائحة الشواء محفزة ومستفزة اكلنا حتي انتفخت بطوننا وكل ما هممنا بالقياب اذا به يحلف(بحرم) تاكلوا ويزيد في الشواء الي ان جازفت وحلفت عليه انا بالطلاق اننا اكتفينا وما هي الا لحظات ويدخل علينا احد ابنائه ب(ثيرمس) ملئ بعصير الليمون نشرب ويزيدنا بالحلف (حرم)، تشربوا وبعدها جاء الشاي والقهوة وصدقوني كل هذا بتلقائية مطلقة دون رياء او سمعة هذه طباع اهلنا في الريف،
بعدها سمح لنا الرجل بالانصراف بعدان داعبنا بقوله:( إنشاء الله في طريق عودتكم تجي مطرة تانية وتوحلو وتنزلوا عندنا تاني..)..

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version