عبدالله مسار يكتب : مجلس الأمن بين روسيا وأمريكا

الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا عضوان دائمان في مجلس الأمن ويتمتّعان بحق النقض الفيتو وكلاهما دولة عظمى وتمتلك ترسانة من السلاح النووي، وأمريكا الأولى في العالم من حيث القوة العسكرية وتليها روسيا وكذلك أمريكا تقود المُعسكر الغربي ومُنضمة لحلف الناتو. أما روسيا فهي كانت تقود الشرق في تنظيم حلف وارسو وكلاهما لديها انتشار في العالم.

إذن، روسيا ليست دولة من دول العالم الثالث وهي من دول العالم الأول، واقتصادها الثاني عشر في العالم.

الآن بين أمريكا وروسيا ما صَنَع الحداد ويظهر ذلك في كلمة المندوب الدائم الروسي في مجلس الأمن وهو فاسبلي نيبينزيا، حيث قال وهو يرد على مندوبة الولايات المتحدة:

(من الصعب علينا مُنافسة الولايات المتحدة في غزو الدول المجاورة، ولن أقوم هنا بسرد قائمة الاعتداءات التي ارتكبتها الولايات المتحدة خلال تاريخها، هل يحق عليكم قراءة دروس في الأخلاق علينا).

أما الأهم هو طبيعة مشروع القرار وأهدافه ولماذا كان هذا المشروع تحت الفصل السابع وليس الفصل السادس، ولو تمّت الموافقة على هذا المشروع على حاله لأصبحت العُقُوبات المفروضة على روسيا كلها مشروعة طبقاً للميثاق، أمّا الآن فهذه العقوبات وكأنّها السطو والسرقة لأموال وودائع الدول والشعوب، كما كان لمصر أيام تأميم قناة السويس، ومع إيران، ومع ليبيا، ومع العراق، لقد اغتصبت الولايات المتحدة دولة عضواً في الأمم المتحدة وقتلت شعبه وقلعت نظامه الوطني وأصبح العراق عبارة عن قواعد أمريكية والنفط يُسرق.

الكلام الأكثر أهميةً أنّه يحق لروسيا وزعيمها وحكومتها أن تُوجِّه تحذيرها للأمريكان والأوروبيين بالكف عن هذا العَبث الذي يهدف إلى التدمير الشامل للاقتصاد والشعب في روسيا، وإذا لم يعد لكم رشدكم فاعلموا أننا وكل من جمّدت أموالهم لديكم منذ عُقُود سيكون من حقنا التدمير الشامل لاقتصادكم ولشعوبكم.

(هذا هو العدل، هذا هو الحق، وتوقّعوا أن تكون القارعة نعم القارعة وما أدراك ما القارعة واسألوا عنها المسلمين أو راجعوا قرآنهم، أنتم من بدأتم وعلى الباغي تدور الدوائر) هذه كلمة المندوب الروسي كما ذكرنا.

إذن واضح أنّ الحرب بين روسيا وأمريكا دخلت مرحلة العظم وأنّ العالم مُقبلٌ على الأسوأ، وأنّ دول العالم الأول أدخلت بغلة العالم في إبريق حرب واقتصاد وتكنولوجيا حتى، ستضطرب احوال العالم الأخرى وخاصة دول العالم الثالث.

واضحٌ أن العالم يُعاد تشكيله أو نذهب إلى النهاية.

في مقالنا الثاني ننظر إلى مآلات المُواجهة بين أسياد العالم.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version