الاخاديد.
بالأمس فارقنا ابني البكر (محمد وليد) متجها الي المحروسة مصر يبحث عن مستقبله الذي صار ضبابيا في بلاد السودان.
لست خائفا عليه، فقد دربناه انا وامه جيدا، تعاملنا معه بالحب والصدق، وحملناه مسئولية نفسه واخوته منذ البداية؛ لكني سافتقده فوجوده كان دائما ما يبعث على الاطمئنان، وجوده يملاء المكان وينشر الثقة.
انطلق ايها الولد المهذب المقدام في رحاب دنيا مختلفة، وستعلم منذ اليوم ان السودان دولة متهالكة ليس فيها أي قيمة الا الإنسان، وحتى هذا الذي فيها فقد كثيرا من القه المستمد من مبادئه الخاصة المستندة على أعراف وتقاليد هي محصلة ونتيجة اللاف السنوات ومختلف الحضارات.
لا تتهيب..
فقد دربناك على امتلاك زمام المبادرة وحصناك بمعايير قويمة ومبادئ صلدة و فاضلة.
انهل بشغف..
وتعلم فإن زخيرة الإنسان هي المعرفة، وانا هنا لا اقصد الأكاديميات فأنت جيدا فيها، واعلم أن الذكاء الاجتماعي اهم من الذكاء العلمي الأكاديمي، لذلك اندمج في المجتمع وأطلق العنان لنفسك وعامل الناس بالخير وساعدهم وابزل لهم وامنحهم اكثر من ان تطلب منهم فالسعادة الحقة تكمن في المنح وليس الاخذ؛ ولا تعتدي او تظلم أحدا، وأن اعتديت او ظلمت استدرك نفسك سريعا، لومها، حاسبها، قومها.. ثم اعتذر صادقا، فالاعتذار شيمة الاقوياء الواثقين.
في نفس الوقت لا تسمح لاحد ان يتخطى حده معك، البفوت حدوده واسيه وساويه (وعارفك ما بتقصر 😂 فأنت ابن ابيك) ، يمكن أن تتجاوز اذا جار عليك احد فهذا قرارك، لكن إياك أن تتجاوز او تتجاهل ظلم او جور وقع ضد احد تعرفه او استعان بك او حدث أمامك، تتدخل لمصلحة المظلوم ولا تلوي على شي ولا تحسب النتائج والباقية تكون، هذا ليس رجاء او طلب.. بل هو امر.
كن كريما بتوازن فالكرم سيد الأخلاق، وهو خصلة تميزنا وعرفنا بها نحن السودانيين، فواصل أرث اجدادك ولا تقطعه
بالدارجي كده.. استمتع يا مكنة 😊
اخر وصاياي لك يا بني ان خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.
ربنا يحفظك ويغطي عليك
وليد محمد المبارك
