إن يُدرك المرء النجاح في وطنه ووسط أهله فإن هذا هو الأمر الطبيعي لتوفر الظروف الملائمة وأهمها الاستقرار النفسي، ولكن أن تدفع الحرب أحدهم خارج أرض اجداده لتجرع مرارة كأس الغُربة في بلد أخرى وفي ذات الوقت يتمكن من إثبات وجوده، فإن هذا يُعد هو النجاح الذي له مزاق مُختلف، والشابة السورية نهلة كامل التي لجأت إلى السودان واتخذته وطن بديل تُعتبر نموذج للشابات اللائي لا يعترفنّ بمفردها إسمها المستحيل.
ولخريجة الضيافة الجوية وعدد من التخصصات ذات الصلة بالطيران السورية نهلة توضح مدى مُثابرتها واجتهادها، فبعد حضورها إلى السودان الذي كان وجهتها مثلها وعدد مُقدر من السوريين عقب اندلاع الحرب بدولتهم، وفي أرض النيلين البلد غريبة التاريخ والجغرافيا عليها وجدت صعوبة في بادئ الأمر ولكن بعد ذلك رأت أن تناضل وتكافح لتكتب تاريخها وذلك عبر طرق كافة أبواب العمل والتأهيل الأكاديمي، فكان أن التحقت بالمعاهد البريطانية لزيادة حصيلتها من اللغة الإنجليزية حتى اجادتها وبالتزامن مع ذلك اختارت العمل ضمن المنظمات الخيرية إلى أن التحقت بوكالة سفر وسياحة بفندق القراند فيلا هولدي.
لتبدأ كتابة فصول قصتها مع الطيران وذلك حينما درست أساسيات حجز ومبيعات والاماديوس، ولاتقانها اللغة الانجليزية نصحها البعض بدراسة الضيافة الجوية فكان أن التحقت بأكاديمية كمبراون لتدريب علوم الطيران التي أظهرت فيها تميُز واجادة فكان أن احرزت المركز الأول على دفعتها في إمتحان الرُخصة، فعلت ذلك وهي تعمل وتدرس وفي ذات الوقت تهتم بطفليها الذين وقعت مسؤولية تربيتهما على عاتقها، وفي هذا تقول نهلة بلسان سوداني وهي تبتسم :”كما يقول إخوتي السودانيين جازفتها الحمد لله، دراسة وعمل وتربية “.
وتعتقد نهلة أنها محظوظة بحضورها إلى السودان وتقول:”المجتمع هنا لديه قِيم وأخلاق وصفات شخصية رائعة مثل الشهامة، بكل صدق وجدت دعم وتشجيع دائم من السودانيين الذين تعرفت عليهم فلهم مني التحية”.
لم تكتفي نهلة بدراسة الضيافة الجوية بل مضت في ذات الطريق ودرست أيضاً lood control and passenget handling و andtrafic، وتُبدي تقديرها لأسرة أكاديمية كمبراون لتعاملها الراقي مع الطلاب والطالبات بقيادة الأستاذ عبدالمنعم والأستاذ أشرف والأستاذة مرفأ.
وتشير إلى أنها ولسوء الحظ لم تتمكن من الإستمرار مع شركة بدر للطيران بعد اجتيازها المُعاينات وإكمالها ساعات الطيران، وتؤكد أنها لن تفسح لليأس مجالاً ليتسلل إلى دواخلها وتؤكد بأن العمل بشركة بدر سيكون هدفها من واقع إعجابها بها مع تقديرها لكل شركات الطيران السودانية.
تختم حديثها وتقول:”مجال الطيران في السودان مُمتع ويضم كوادر عالية التأهيل، أتمنى أن استفيد من خبرات منسوبيه أكثر وأكثر حتى أحقق أحلامي بأن أكون مُضيفة جوية لها وجود إيجابي “.
الخرطوم :طيران بلدنا
