صبري محمد علي (العيكورة) يكتب: أعتقد لهذا السبب سافر الفريق إبراهيم جابر

بدا واضحاً ان العالم (المتربص بالسودان) ودعونا نضعها بين قوسين تحديداً لا تعميماً للقصد ولتكن الثلاثية والرباعية وعملاء الداخل من بني جلدتنا (للاسف) هم مكونات ما بين القوسين .
ادرك هؤلاء تماماً وبعد اكثر مما يقارب الاربع سنوات ان السودان ليس اليمن او سوريا او مصر او ليبيا وانه ليس بالقُطر (الهوين) ولا مهيض الجناح لتسهل السيطرة على مقدراته . استصحبوا كل تجاربهم التى مارسوها فى تلك الدول ولكنها فشلت وستفشل بعون الله.
فلو استصحبنا سرعة تمكنهم من اليمن وليبيا لوجدنا (الجهل القومي) هو السبب ولو نظرنا لسوريا لقرأنا دخول روسيا على المسرح . اما مصر وتونس فكان للآلة الاعلامية الضخمة والخوف المجتمعي الاثر العظيم .
فما الذى جربوه هناك ولم يجربوه فى السودان ؟
كل آلة المخابرات ومن استعانت بهم تلك الدول قد فشلت فى تركيع السودان
والسبب (برأيي) هو …
الوعى المجتمعي المتنامي والتركيبة السودانية الجينية (العجيبة) الخاصة بهذا الشعب الكريم فالسوداني يكفي ان (تلوح فى وجهه بالسبابة) وسترى رد الفعل العنيف ! السوداني يكفى ان تحدثه عن انسان جُوِع ظلماً وسترى تصرفه ! السوداني (جنو ما جن الحقارة) اياً كان مصدرها ! اما وقد جاءت من اجنبي ! فذاك امر دونه الدنيا والحياة . السوداني (جنو ما جن) النسنسة والخيابة والمياعة والعمالة !وكمان جابت ليها (مستشارية للنوع) !
اعتقد فى ظل مواكب الكرامة التى وصلت بالامس الرقم (ثلاثة) ولا اظنها ستتوقف حتى ينتهي هذا العبث .اعتقد ان قائد الجيش الفريق البرهان فى وضع لا يحسد عليه ! مما يعانيه من ضغوط العالم المتربص مع عملاء الداخل سواءً من اربعة طويلة او من ارباب العمامات واللحى الذين ما زالوا ينكرون دعمهم لمسودة دستور المحامين .
بعد ان ظهرت للبرهان مسودة دستور اخرى من مبادرة نداء السودان ولربما ستظهر مسودة ثالثة ورابعة ! وقد رأى بام عينيه الى اين تتجه البوصلة الوطنية والغالبية العظمى من الشعب . فعليه ان يحدد موقعه من (الاعراب السياسي) …
والا لوجد نفسه على هامش السياسة بالسودان وسينساه الناس الا من صفة (التردد) !
جولة الفريق الركن بحري مهندس ابراهيم جابر عضو مجلس السيادة الحالية على بعض الدول الافريقيا ودول القرن الافريقي لا يمكن النظر اليها بمعزل عما يجري داخل المسرح السياسي السوداني .
ولعل الرجل يحمل (تنويراً) يعكس فيه حجم الضغط الذى يتعرض له المجلس من قبل الرباعية والثلاثية والبعثة الاممية والفريق يعلم جيداً ان الاتحاد الافريقي والايقاد هما ضلعان من الثلاثية ويبحث عن تخفيف ضغط العالم (الابيض) بدعم (اولاد خالتنا) من دول الايقاد او الاتحاد الافريقي وقطعاً ما يقال لرؤساء تلك الدول هناك لا يمكن قوله داخل الخرطوم لذا سافر الفريق جابر ووفده .
ولربما ان البرهان يريد ان (يقلب الطاولة) على كل المبادرات ويعلن حكومته وفرض حالة الطوارئ ولكنه (خائف ومتردد) و يحتاج لدعم الافارقة لذا سافر جابر !
اما كونه سافر (لاقناع) دول الايقاد والاتحاد الافريقي بالتسوية وهو ينكرها صباح مساء فهذا ما تدعمه الوقائع على الارض (الكرامة تلاتة) حالة ! واظن فهمت ما اعني عزيزي القارئ .
حظوظ نجاح التسوية (العسكر/قحت) برأيي تظل ضعيفة وواهية امام نشاط المعارضة الداخلية من كافة قطاعات الشعب كما هو مشاهد لذا ليس امام الفريق البرهان الا ان ينحاز لها طائعاً او مرغماً وهكذا هى المتغيرات السياسية لا تثبت على حال واحدة …
فالبرهان منذ الخامس والعشرين من اكتوبر العام الماضي اعلن عن خروج العسكر عن المعادلة مطالباً المكونات السياسية بالتوافق حول حكومة كفاءات وطنية غير حزبية او الذهاب لانتخابات مبكرة ! وبعدها اعلن عن تسوية ثنائية تجمع العسكر وقحت المركزي حول مسودة المحامين المستوردة والبرهان ومن خلفه الجيش ظل ينكر ذلك فى غير ما موضع !
فما المانع ان يكون (الجنرال) قد (قفلت معاهو) ولكنه يتحامل على اعصابو وهو ممسك الان باحد قوائم الطاولة فى انتظار عودة الفريق جابر بدعم الافارقة ليقلبها بالكلية !
والافارقة يشوفو الموت ولا تقول ليهو (خواجة ابيض اكل حقي)!
قبل ما انسى : –
يا عمك يا سعادتو …
ياخي سلمني الطربيزة دي ساعتين بس !

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version