ياسر زين العابدين المحامي يكتب: كلام الليل، كلام الطير في الباقير

في الحقيقة

ياسر زين العابدين المحامي

كلام الليل، كلام الطير في الباقير

بح صوت القلم، لم يعد يتعرّف على

الحروف…

الحروف الحايمة في بطن الكتب…

عبرت عن ذياك الحُب الكبير، المثير

وتناقضات أولئك وهؤلاء…

الحقيقة توارت بخفر لكأنها ارتكبت

جرم مشهود…

بريق الدهشة بالبؤبؤ، والمرواد فعل

فعله حول العينين…

والوطن بين هذه وتلك، بين التسكع

وانتظار المستحيل…

الحقيقة نائمة، ساهية، لاهية، بقارعة

الطريق، وسط اللّمة منسية…

أعطوها، أو منعوها، لا مزعة لحم بالوجه..

فتموت ألف مرة بالزمن الردئ…

وتقذف بقارعة الطريق، يوم القارعة

ستشكو مظلمتها…

هناك لا تزر وازرة وزر أخرى…

وكل يلزم طائره في عنقه، ولا حجة…

معادلة لا يختل لها ركن ولا وصف…

معادلة مثقال الذرة حاضرة…

ضوء ينسرب، يتلقّاه موج ظلام…

الظلم ظلمات، وستدور الدوائر على

الباغي يوماً ما…

والنور غائب عن بلاد النور يا بلد…

والبلد شايل مسادير الحزن (ليش)..

شايل شبال من ضفاير السمحة ليش..

شايل صمت مهين، خوف لعين، غضب

السنين في بلادي…

ريح دلفت للعتمة لتخترق الكوة، لترى

النور، لتعبر، وتنتصر…

وعلى الشاطئ حفرنا بالأحرف أحزاننا

أشجاننا، ذكرياتنا…

عشناها مع ضوء القمر بترف..

وعلى صفحة رمال الدهشة كتبنا بلاد

النور يا بلادي…

بطين لزج ليعرف التعابى والغلابى…

قرأنا بين الحروف، وفهمنا من هم

ملح الأرض…

ووشم ما عبر عن واقع بوجه الوطن…

بالشط الآخر حكاية قالوها ذات فجأة

دلقوا حبر الدواية والريح تُطارد صبية

وما عادت الأحضان (ضرا)…

وضعت بنعش الريبة مسجاة هناك…

والكلمة، الريح، الصبية، لن تموت، ولن

تفوت…

نور على نور ببلاد النور يا بلادي..

تمشي بمهل يخافها الطغاة بالزمن

الكسيح…

وستكتب الكلمة للحظة انبلاج النور…

ونتلو قرآن الفجر لأنه كان مشهوداً…

وغداً تصفو الليالي بعد كدرتها…

وبلحظة مخاض، بميعاد النور، كلام

الفجر باق…

وكلام الليل يمحوه النهار…

صحيفة الصيحة

Exit mobile version