أبعدوا القبيلة عن اللعبة السياسية!!

بقلم/ التاج بشير الجعفري

تعتبر القبيلة في السودان اللبنة الأساسية والبذرة التي يرتكز عليها إستقرار المجتمع وأمنه؛ وقد لعب زعماء القبائل أو ما يُعرف “بالإدارات الأهلية” أدوراً مشهودة ومتعاظمة، على مر العصور، في بسط السلم المجتمعي وفض النزاعات وتكريس التعايش بين كافة مكونات المجتمع منذ بداية تكون المجتمعات بشكلها الحالي في البلاد.
ولكن المتابع يُلاحظ بوضوح محاولات السياسيين والأحزاب السياسية، خلال السنوات الأخيرة، لإختراق القبائل واستخدامها كوسيلة لتحقيق أهداف معينة؛ رغبة منهم أيضاً لإدخالها في أتون العمل السياسي المحض بكل تعقيداته المعروفة ولأجل تحقيق مكاسب سياسية ومحاولة منهم للإستفادة من الولاء الذي تحظى به القبيلة والدور الكبير والمهم الذي تلعبه في المجتمع؛ وللأسف فإن هؤلاء الساسة وغيرهم لا يكترثون في سعيهم “الخاطيء” هذا للتداعيات والأضرار البليغة التي يُمكن أن يتسبب فيها إقحام القبيلة في التجاذبات والمكايدات والنزاعات السياسية التي لا تنتهي.
فالسياسة تُوصف بأنها “فن الممكن” كما تتلاشى وتختلط فيها الخطوط الحمراء من أجل الكسب السياسي المؤقت.
إن مجرد إدخال إسم القبيلة في السياسة بشكل رسمي سيؤدي إلى مشاكل لا حصر لها؛ حيث تُعتبر القبيلة خط الدفاع الأخير الذي يتوجب الحفاظ عليه بعيداً عن شؤون السياسة ودهاليزها وذلك من أجل المحافظة على النسيج المجتمعي والتعايش السلمي بين جميع المكونات.
وقد لعبت الإدارات الأهلية وزعماء القبائل أدواراً عظيمة في حل النزاعات وإرساء أسس السلم والتعايش في جميع أنحاء البلاد.
فالإحتكاكات والنزاعات البسيطة متوقعة بين المكونات التي تعيش في مكان ما؛ وهنا تلعب الإدارات الأهلية دورها في إصلاح ذات البين بين جميع المكونات وهي مهمة إعتادت على القيام بها بكفاءة لا نظير لها، والكثير من الأحداث السابقة تظل شاهداً على ذلك.
القبيلة يجب أن يظل دورها حامياً وضامناً للنسيج المجتمعي بين كل الأجناس والأعراق في البلاد ولا يمكن للقبيلة القيام بهذا الدور إلا إذا بقيت بمنأى عن السياسة ومشاكلها المعقدة.
ايضاً لا يجب المخاطرة بالولاء القبلي وإقحامه في الشأن السياسي المتقلب لأنه في حالة الفشل، وهو المتوقع غالباً، ستكون النتائج كارثية وسنفقد كل شيء.
الإدارات الأهلية تلعب دوراً مهماً في إصلاح ذات البين بين القبائل المختلفة، ولذلك ينبغي أن تظل قادرة على أداء هذا الدور في كل الأوقات والبعد عن الشأن السياسي المحض.
ختاماً؛ ينبغي أن يتوقف الساسة وغيرهم عن العبث في الشأن القبلي؛ كما يجب على زعماء القبائل أن يعملوا على تحصين القبيلة وحمايتها من التدخلات السياسية المضرة.
نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء.🔹
eltag.elgafari@gmail.com

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version