قحط الوعي أم وعي القحط ؟

في تسجيل رائج حذَّر العضو السابق بلجنة التمكين خالد عجوبة من سماهم بـ”الثوار” من مؤامرة تحاك ضدهم ( الأدهى والأمر حيقبضوك في موكب، حيقبضوك في حلتك يا ترس، من بيتكم،، حيشيلوا عينة من الدم، يشوفوا البضرب حبوب، البضرب بنقو، لو إنت بتشرب عرقي ساكت وفي الفحص ظهر في دمك، خلاص إنت انتهيت ) .
الأدهى والأمر ليس أن تفحص السلطات، قحاطيةً كانت أو غيرها، من تشتبه في تعاطيهم المخدرات والخمور قياماً بواجبها ..
▪️ الأدهى والأمر هو أن يسود مثل هذا “الوعي” الذي يجعل من يصنِّف نفسه “ثائراً” يؤمن بأن فحص المشتبهين بالتعاطي مؤامرة ..
▪️الأدهى والأمر هو أن يؤمن هو، وغالب التاس، أن القحاتة لن يحرصوا على معاقبة متعاطي المخدرات والخمور إلا اضطراراً، وتآمراً، ولأهداف سياسية ..
▪️ الأدهى والأمر هو أن تعاطي كثير ممن يسمون بـ (الثوار/ الجيل الواعي) للخمور والمخدرات قد بات حقيقة مسلَّم بها، ويستند عليها “الثائر” عجوبة في تحذيره ..
▪️ الأدهى والأمر هو أن تصل قوة قناعته بصحة هذه الحقيقة إلى الحد الأقصى الذي يجعله يعتقد أن “المؤامرة” الأكبر ضد “الثوار” لا بد أن تكون ذات صلة بهذه الحقيقة ..
▪️ الأدهى والأمر هو أن تقديره لنسبة المتعاطين بين “الثوار” كبير إلى درجة أن يعتقد أن سَجْن المتعاطين “سيحجم الشارع” ..
▪️الأدهى والأمر هو أن يعتقد أن إدانتهم بالتعاطي أسهل منالاً من أي إدانة بتهم أخرى .
▪️ الأدهى والأمر هو أن ما استجد من “تطبيع” مع تعاطي الخمور جعله يتحدث عن تعاطي ( العرقي ) وكأنه أمر طبيعي، وعن معاقبة متعاطيه وكأنها مبالغة في الترصد !
▪️ الأدهى والأمر هو ألا يحتاج إلى الزعم بأن المؤامرة ستكون عن طريق تزوير نتائج الفحص، لثقته بأن كل، أو معظم، نتائج الفحص ستدينهم .
▪️الأدهى والأمر هو حرصه على وجودهم في المواكب، وفي البيوت والأحياء، وهم آمنين من الفحص الذي يدينهم ..
▪️الأدهى والأمر هو ثبوت أن الحديث عن التعاطي في التظاهرات الآن ليس بهتاناً، والدليل هو عدم اتهامهم به أيام الإنقاذ، لأن التعاطي في التظاهرات لم يكن موجوداً، أو على الأقل لم يكن قد أخذ شكل الظاهرة .
▪️الأدهى والأمر هو أن جعفر حسن قد نقل السؤال من : هل توجد فعلاً في اعتصاماتهم وتظاهراتهم خمور ومخدرات وظواهر شاذة ؟ إلى : ما هي الخلفية الأيديولوجية للمتعاطين في التظاهرات والاعتصامات ؟ وكانت إجابته هي التي لم تقنع أحداً، حتى المدافع عن “الثوار” خالد عجوبة !
▪️الأدهى والأمر أن عدم صدق جعفر حسن يكشفه استحالة أن يحدث العكس في تظاهرات خصومه حتى بواسطة مندسين، ويزيده كشفاً عدم وجود دوس للمتعاطين في التظاهرات التي يدافع عنها.
▪️ الأدهى والأمر أن “الثائران” جعفر وعجوبة يتفقان على وقوع حالات التعاطي، وعلى إنها تشكل ظاهرة، لكنهما يختلفان في تحديد هوية المتعاطين إلى درجة أن “المؤامرة” التي يتحدث عنها عجوبة ستكون “مؤامرة” ضد “الأمن الشعبي” إن صحت رواية جعفر !
▪️ والأدهى والأمر هو أن تبيين الباطل الواضح أصبح يحتاج إلى رص الحجج لأن غربال قحط رغم تهتكه وتوسع فتحاته لا زال يغطي شمس الحقيقة لدى بعض القطيع !
إبراهيم عثمان

Exit mobile version