خط الكهرباء وخط القطار.. مصر في المقدمة!

مشروعان كبيران كلما ذكرت العلاقة المتجذرة مع الجارة (الشقيقة مصر) ينهضان الى الذهن؛ لأنهما أساس كل تطور في العلاقة وارتباط ذلك بما ينفع الناس ويفيد الاقتصاد السوداني والمصري على حد سواء.. هذين المشروعين هما خط السكك الحديدية وخط التيار الكهربائي المأمول وصله من مصر الى السودان.. وقد سبق لي أن أشرت في مقالة سابقة لضرورة بدء تنفيذ المشروعات (التنموية والنهضوية) المشتركة؛ الى جانب الروابط الأخرى التي تميز العلاقة مع مصر؛ وهي روابط كثيرة ومتعددة-جذورها راسخة رسوخ الجبال العوالي- وهي روابط ذات خصوصية؛ لن تستطيع أي جهة ان تؤثر عليها؛ أو أن تنتقص منها؛ ويكفي أن مصر هي ملاذ للشعب السوداني الذي تتالت عليه المصائب والمحن؛ بداية من عدم الاستقرار السياسي مرورا بالتدهور الاقتصادي؛ في هذه الظروف استمرت مصر هي (الحضن والملاذ) الذي استقبل ملايين السودانيين خلال الفترة القليلة الماضية؛ سوى كان ذلك للتعليم أو العلاج أو السياحة؛ أو الاقامة والتملك.

نعود لمشروعي (السكك الحديدية والخط الكهربائي).. ان الحديث عن أي نهضة عمرانية أو ازدياد في حجم الميزان التجاري بين الدولتين لابد له ان يكون مصاحبا بوسائل (نقل) مختلفة؛ وبعد مد خطوط طرق العبور البري في المعابر الحدودية – أشكيت وأرقين؛ اضافة للخط الملاحي النهري في وادي حلفا؛ تبقى فقط (الخط الحديدي).. المتوقع مده من الأرض المصرية (منطقة أبوسمبل) ليصل الى حلفا القديمة في السودان.. وهو ما أكده وزير النقل المصري كامل الوزير في مشاركته في المؤتمر العالمي للسرعة الفائقة السككية والذي نظمه الاتحاد الدولي للسكك الحديدية بالمملكة المغربية؛ قال الوزير أن وزارته خططت للربط السككي مع السودان بمد الخط الثاني للقطار السريع من أبوسمبل الى وادي حلفا.

فالسكك الحديد تعتبر هي من (أرخص) وسائل النقل عالميا؛ وتوفر للدولة اسباب الاستقرار لان ما يميز السكك الحديد ليس (تكلفة النقل الأرخص) وحدها؛ لكنها أيضا تحافظ على استمرارها بعمر افتراضي أطول مقارنة مع الطرق البرية؛ ولا تحتاج الا لقطع الغيار وتجديد رؤوس القاطرات.. لذلك هي الوسيلة الناجعة المرافقة للمشروعات الكبري؛ والحكومات الرشيدة هي التي توقف انشاءات (الطرق البرية) وتستعيض عنها بشبكات حديدية مهما كانت تكلفتها؛ لأن ذلك مدعاة للاستقرار وتخفيض تكاليف النقل.

ليس ببعيد عن حديث السيد وزير النقل المصري ما ظل يقدمه سعادة السفير المصري بالسودان (هاني صلاح) وفتحه للعديد من الملفات التنموية بين البلدين؛ فكان في أيامه الأولى يتحرك بسرعة فائقة بين هذه الملفات؛ وكنا في بداية الأمر مشفقين عليه من ثقل الحمل وعظم المسؤولية؛ لكن السفير صلاح أثبت أنه على دراية كاملة بخارطة طريق التنمية وتطوير العلاقة.. واستصحب الروابط الكبيرة التي تربط الشعبين؛ لكن بدايته (القوية) كانت بفتح مشروعات التنمية.. ويعتبر خط السكك الحديد أحد الأولويات عند الجانب المصري.. بالاضافة لمشروع امتداد الخط الكهربائي؛ والذي تمت حوله جملة مباحثات اتفق فيها الجانبان على كثير من الخطوات.. وحملت أنباء اليومين الماضيين أن سعادة السفير هاني صلاح بحث لدى لقائه برئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الجهود المبذولة بشأن تسريع عملية امداد السودان بالتيار الكهربائي من جمهورية مصر.. وحقيق هذه هي المشروعات الحقيقية التي تزيد في متانة العلاقة المتجذرة بين البلدين.

بخاري بشير
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version