جعفر عباس يكتب.. فارس عبسي جديد

أبارك لعمنا المغربي “العباس اليوسفي” زواجه بلطيفة مستنير، وأبو العبس يبلغ من العمر 105 سنوات، بينما لطيفة في الثانية والأربعين. (وعلى القراء في المشرق العربي مراعاة فروق الوقت)، وتمت مراسيم الزواج في حفل حضره عدد محدود من الناس، لسبب وجيه، وهو أن كل زملاء وأصدقاء العباس في رحلة الحياة ماتوا، ولم يحضر الحفل بضعة أشخاص من أقارب الطرفين، قال بعضهم للعريس أبو 105 سنوات: منك المال ومنها العيال.
العباس اليوسفي لم يسبق له الزواج قط، وكان يتعلل دائماً بأنه لا يريد أن يدخل في بيته امرأة يمكن أن تغضب والدته التي كان يحبها كثيراً ويعيش معها، ثم توفيت والدته قبل 31 سنة، أي عندما كان عمره 74 سنة، غير أن العباس وجد حججا مختلفة لتفادي الزواج!! كثيرون سيقولون إنه لم يكن هناك ما يبرر زواج رجل في مثل عمره من امرأة في سن أحفاده؟ ومن يقولون مثل هذا الكلام لا يفهمون أن الزواج سواء كان مبكرا أو متأخرا إنما يعرف الإنسان قيمته بعد أن يتقدم به العمر، فكلما كبر الإنسان كان بحاجة إلى رفيق دائم، فحتى لو كان عندك جيش كامل من العيال فإن سنة الحياة هي أن يذهب كل واحد منهم إلى حال سبيله وتصبح له اسرة صغيرة، وتشغله أمور الحياة عن إيلائك الاهتمام اللائق
بعبارة أخرى يحتاج الإنسان إلى شخص يكون معه ويشاركه تفاصيل حياته بالكامل عندما يصير كهلا أكثر من حاجته له وهو شاب، والزواج ليس مجرد (متعة وعلاقة فراش) تنتهي بانتهاء سنوات الشباب والفحولة، بل فيه متعة غير حسية تأتي بعد أن يصير الزوجان أجدادا وجدات. وفي مرحلة الكهولة يحتاج الإنسان إلى عكازة يتكئ عليها لتجنب العثرات صحية كانت أم مادية أم اجتماعية وأفضل عكازة هي شخص عاشرته وعايشته لسنوات طويلة. ولهذا يتزوج أناس في سن السبعين والتسعين.. يحسون بالوحشة ويريدون من يؤانسهم، والأنيس (المضمون) والدائم ما دامت الحياة هو الزوج أو الزوجة. ومن المؤكد أن عمنا العبسي أبو 105 سنة رجل حبوب ووفي فقد كان يحب أمه التي كانت تملأ حياته، ولم يكن يحس في وجوده معها بحاجة الى امرأة أخرى، ولكن لما تجاوز المائة أحس بأنه بحاجة الى رفيقة محبة فكان قرار الزواج
هذه حقيقة يعرفها ويعيها الكثيرون، ولكن يا ويلي من ام الجعافر التي لو قرأت هذا الكلام ستسألني: يعني مبيت نية الزواج لو أنا مت قبلك؟ وتحضرني هنا حكاية الرجل الذي دخل العناية الفائقة لعلة في القلب، فقال لأخيه: “لو توفيت قول للناس انني كنت مصاب بالإيدز، عشان مافي زول يعرس مرتي”!! ويقال إن امرأة سألت زوجها إذا كان سيتزوج لو سبقته إلى القبر فقال: لا يمكن. لا توجد امرأة يمكن أن تحل مكانك، فقالت له إنها تريد منه أن يتزوج إذا ترمل فقال لها: لا مانع – لا قدر الله – إذا كان هذا رأيك.. فسألته: وهل ستسمح للزوجة الجديدة بالنوم على نفس فراشنا فقال لها: رجاء لا داعي للكلام في هذا الموضوع الافتراضي المحزن، ولكن الزوجة اللحوحة سألته: هل ستسمح لها بارتداء ملابسي فقال: لا طبعاً، فصاحت الزوجة: يعني ستشتري للزوجة الجديدة ملابس غالية. مالها ملابسي؟ هنا رد الزوج بعفوية: مقاسك اكس لارج ومقاسها سمول. ويقال إن ذلك الزوج يقيم حاليا قرب الجامع الكبير، وهو يصيح على المارة: سمول.. يا للهول

Exit mobile version