مروي أضحت “ترند” في السودان.. ما قصة مدينة الأهرامات؟

على نحو مفاجئ ودون سابق إنذار، قفزت مدينة مروي لتصبح “وسماً” (ترند) في مواقع التواصل بالسودان، إذ تصدرت محركات البحث طيلة الساعات الماضية، بعد تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تقع مروي شمال السودان، وتعد واحدة من أعرق المدن السودانية والإفريقية جنوب الصحراء.

ومواطنو المدينة كالغالبية العظمى من سكان الشمال مسالمون، ولديهم ارتباط قوي بالأرض وأشجار النخيل التي تزرع في المزارع والمنازل ولا تقطع إلا نادراً.

ويوظفون ساقها وجريدها لسقف المنازل، ويعتبر البلح المحصول النقدي الأكثر شهرة بتلك المناطق، والسودان يحتل المرتبة الثامنة في إنتاج التمور بالعالم، ويقدر عدد أشجار النخيل في الولاية الشمالية بحوالي نصف عدد أشجار النخيل بالسودان. فيما تنتج 63% من الإنتاج الكلي للتمور السودانية، بواقع 60 كلغ للشجرة الواحدة.

ومن أشهر أصناف التمور بالسودان “القنديلة” و”البركاوي” و”التمودا” و الكلمة”، وتتصف بالحجم الكبير جداً وبالنوعية الممتازة والقابلية للتخزين الجاف.

بالإضافة إلى التمور الرطبة مثل “المدينة” وشبه الرطبة مثل “مشرق ود لقاي” و”مشرق ود خطيب”.

كما أُدْخِلَت لاحقاً بعض الأصناف العالمية مثل المجهول والبرحي والصقعي والسكري وغيرها، حيث حققت نجاحاً ملحوظاً خاصة في مواعيد نضجها المبكر.

ويشمل النشاط البشري بالولاية الشمالية أيضا المحاصيل البستانية وصيد الأسماك التي بدأت في الاتساع بعد بناء سد مروي.

قاعدة مروي الجوية

في موازاة ذلك، يعتبر مطار مروي مطاراً استراتيجياً مسانداً لمطار الخرطوم المدني في حالات الطوارئ، ويضم قاعدة جوية عسكرية مساندة للمطار العسكري الأول الموجود بالخرطوم، تشمل دفاعات جوية عن شمال ووسط وغرب وشرق السودان.

كما تعتبر مروي أيضا منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية. وتضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، بالإضافة لوجود سد مروي، أكبر سد كهرومائي في السودان. ويبلغ عدد سكان مروي نحو 120 ألف نسمة.

في السياق ذاته، يعد سد مروي الذي اكتمل بناؤه الشاهق في مارس 2009، أبرز معالم المدينة، ويقع في منطقة الحمداب على بعد 350 كلم شمالاً من الخرطوم، و40 كلم من وسط مدينة مروي.

وتضم المدينة جبل البركل المقدس الذي يعد موقعاً أثرياً مهماً في الحضارات النوبية أو الكوشية القديمة، إذ يحتوي على 31 معبداً، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد الدينية والفولكلور، وظل مركزاً دينياً مقدساً لفترات طيلة بحضارات السودان القديمة.

وأعلنت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة جبل البركل وأهرامات البركل كأحد مواقع التراث العالمي الإنساني قبل عشرين عاما وبالتحديد في 2003.

أرخبيل الكاسنجر 99 جزيرة

إلى ذلك تضم مروي سلسلة جزر الكاسنجر أو “ارخبيل الكاسنجر” المؤلف من 99 جزيرة رملية متناثرة فوق سطح مياه نهر النيل على طول المسافة ما بين سد مروي ومنحنى النيل عند نوري، وكريمة نوري غرب، وكريمة شرق.

فتلك الجزر الرملية تتمتع بطبيعة خلابة ومناظر جمالية تفوق الوصف، وارتبط اسم الكاسنجر بحاج الماحي أشهر مادحي الرسول محمد في القرن التاسع عشر بالسودان.

الطنبور والغناء الشعبي

على صعيد آخر، ارتبطت آلة الطنبور الموسيقية ارتباط وثيقا بالغناء الشعبي بمدينة مروي وبقية مدن شمال السودان.

فقد أثبتت الدراسات والاكتشافات الأثرية مدى عمق تجذرها في المنطقة.

على الرغم من أن أسماء هذه الآلة تختلف باختلاف مناطق السودان وتزين نغمات أوتارها الإيقاعات السودانية المتنوعة.

والطنبور آلة موسيقية وترية قديمة، شبيهة بـ(الهارب) أو القيثارة، كان النوبيون في شمال السودان أول من استخدمها وسموها قيسار (من كلمة القيثارة).

أما عند البِجا في شرق السودان فتعرف بـ(اسنكوب).

العربية

Exit mobile version