هدوء حذر في السودان باليوم الثاني للهدنة ومؤتمر المانحين بجنيف يحشد الدعم للمتضررين

ساد الهدوء في السودان اليوم الاثنين لليوم الثاني في ظل الهدنة ولم تسجل أي مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في حين شهد مؤتمر جنيف حول تنسيق المساعدات الإنسانية للسودان دعوات لوقف الحرب وتعهدات مالية بأكثر من نصف مليار دولار لمساعدة المتضررين منها.

فقد قال مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي إنه لم يسجل لليوم الثاني من الهدنة المتفق عليها لمدة 3 أيام تحليق للطائرات الحربية ولا دوي للانفجارات في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان).

وأضاف الكباشي أنه لم ترد تقارير عما يجري في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي شهدت مؤخرا أعمال عنف واسعة.

وأشار المراسل إلى أنه على الرغم من صمود الهدنة بشكل عام، فإن قوات الدعم السريع اتهمت الجيش بمهاجمة قافلة تنقل جرحى.

وفي المقابل، اتهمت الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بمهاجمة سفارة زيمبابوي بالخرطوم ونهب محتوياتها.

وأفاد مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم بأن بعض السكان يقولون إن هجمات قوات الدعم السريع على منازل المدنيين زادت خلال الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أمس الأحد.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أعلنا التزامهما باتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 3 أيام، وقعه طرفا الصراع في مدينة جدة السعودية.

واندلع الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان الماضي وأسفر عن مقتل 3 آلاف شخص وإصابة 6 آلاف آخرين، وفق حصيلة رسمية، كما تسبب في نزوح نحو 2.5 مليون شخص، بينهم نصف مليون فرّوا إلى دول مجاورة.
مؤتمر جنيف
في غضون ذلك، عقد اليوم الاثنين في مدينة جنيف السويسرية مؤتمر دولي للمانحين برعاية سعودية بهدف الحصول على تعهدات بتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية للسودان.

وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع، دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني طرفي النزاع في السودان لوقف القتال فورا، مثمّنا الجهود الدولية وخاصة الوساطة السعودية الأميركية لحل الأزمة السودانية.

وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن بلاده تتعهد بتقديم 50 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الطارئة في السودان، مشيرا إلى أن قطر أوصلت للسودان منذ اندلاع الصراع 118 طنا من الغذاء والدواء عبر جسر جوي.

من جهته، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده أطلقت مبادرة مشتركة مع دولة قطر بشأن المساعدات الإنسانية في السودان.

وشدد شكري على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار لحقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على الدولة، مشيرا إلى أن مصر استقبلت ربع مليون سوداني هربوا من العنف.

كما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن مركز الملك سلمان خصص 100 مليون دولار للدعم الإنساني في السودان.

وأضاف بن فرحان أن المملكة تواصل مساعيها لحل الأزمة في السودان.

بدورها، أعلنت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور أن بلادها تتعهد بتقديم مساعدات إضافية قدرها 171 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان.

كذلك أعلنت ألمانيا أنها ستقدم مساعدات إنسانية للسودان بقيمة 200 مليون دولار حتى عام 2024.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع جنيف إن الوضع في السودان مقلق للغاية، موضحا أن من الصعب على المؤسسات الإنسانية العمل في هذه الظروف بالسودان.

وحذر غوتيريش من أن الهجمات على المدنيين في السودان ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وقد أعلن مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تخصيص 22 مليون دولار إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية المستعجلة في السودان.

ووفقا لتقديرات للأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون سوداني (أي أكثر من نصف السكان وعددهم نحو 45 مليونا) للمساعدة.
دعوة مرفوضة
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية السودانية رفضها دعوة وجهها وزير الخارجية الكيني ألفريد موتوا لعقد اجتماع اليوم لوزراء خارجية الآلية الرباعية المكلفة بحل الأزمة السودانية، والتي ترأستها كل من كينيا وجنوب السودان وتضم في عضويتها إثيوبيا والصومال.
وأكدت الوزارة -في بيان- أن السودان غير معني بالاجتماع لأنه لا يزال في انتظار رد بشأن اعتراضه على رئاسة كينيا للآلية، وأبدت اعتراضها على وصف كينيا للأزمة السودانية بأنها قتال بين جنرالين، واصفة التسمية بالمخلّة.

كما وصفت الخارجية السودانية تعاطي الحكومة الكينية مع ملف الوساطة بأنه متسرع وفيه تجاوز لمبدأ احترام سيادة الدول، حسب قولها.

من جانبه، دعا الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لوقف الحرب وبدء الحوار.

وفي تصريح للجزيرة، طالب الرئيس التشادي المجتمع الدولي بمساعدة اللاجئين السودانيين، قائلا إن بلاده غير قادرة على معالجة أعداد المصابين السودانيين الكبيرة في مناطق لجوئهم على الحدود التشادية.

سكاي نيوز
الجزيرة

Exit mobile version