أهم علماء الاقتصاد في التاريخ لم يدرسو إقتصاد في الجامعة ومنهم ابن خلدون وماركس

هناك خلط شايع في العامية السودانية. يقولو ليك ده خريج إقتصاد. بس ده ما بيعني أنو الزلمة إقتصادي. ليه؟ لانو تاريخيا، علي الأقل في جامعة الخرطوم، كان إسمها كلية الدراسات الأقتصادية والإجتماعية.

وداخل هذه الكلية يمكن أن تتخصص في علم الأجتماع/الأنثروبولوجي، أو العلوم السياسية أو المحاسبة أو إدارة الأعمال أو الأقتصاد القياسي (تطبيق مناهج الأحصاء علي الظاهرة الأقتصادية) أو الإدارة العامة. كما يتخصص البعض في الأقتصاد البحت. أي تكون كل دراساتهم عن الأقتصاد وفروعه.

وكان هناك خريج هجين نصف كورسات دراسته إقتصاد ونصفها الآخر علوم سياسية أو أنثروبولوجي/إجتماع.

لا يمكن وصف أي من الخريجين أعلاه بانهم إقتصاديين عدا خريجي الإقتصاد البحت وخريجي الأقتصاد القياسي. لذلك فان كلمة خريج إقتصاد قد تخفي أكثر مما تبين فقد يكون الزول محاسب أو عالم سياسة وهكذا. أما البيقرو كليات تانية ويجو يعملو فيها إقتصاديين، فدا كلام تاني حتي لو عملو دراسات عليا في دراسات التنمية الواسعة والمهمة.

والكلام ده كلو لا يعني فضل دراسة علي أخري – فهذا تفكير فارغ – ولكنه عن وضع الأشياء في نصابها حتي لا نسمي بتاع الصحة العامة أو الطهار طبيب. فروع المعرفة كلها مهمة والفضل الوحيد هو أن يحسن الفرد المجال الذي إختاره.

كما أن هناك ناس بيتخرجو من كليات مختلفة وبيمشو يعملو ماجستير في الأقتصاد. وعادة بيدوهم كورسات تكميلية في مواد الأقتصاد الأساسية مثل الأقتصاد الجزئي والأقتصاد الكلي والاقتصاد القياسي. وبعد داك بيدرسو للماجستير. معظم النوع ده بيكونو جايين من هندسة أو تخصصات كثيفة الرياضيات.

كما إن هناك كثير من غير المتخصصين من المثقفين العصاميين الذين يدرسون جوانب هامة من علم الإقتصاد، غالبا لها علاقة بالسياسات التطبيقية، بدون الدخول في تفاصيل تنظيرية، يدرسونها وحدهم ويجيدونها وتكون إسهاماتهم السياسية والتنويرية في غاية الأهمية وترياق مضاد لحماقة خريجي مدارس الإقتصاد في الداخل والخارج حتي لو دججوا جهلهم بالشهادات الرفيعة.

المهم، أهم علماء الاقتصاد في التاريخ لم يدرسو إقتصاد في الجامعة ومنهم ابن خلدون وماركس الذي درس الفلسفة وتخصص في فلسفة أبيقور وادم سميث بتاع الفلسفة الأخلاقية.

معتصم اقرع