استشهاد محمد صديق جاء بعد أن كان أحد رموز المقاومة الشعبية في كل السودان

رحم الله جميع شهدائنا
استشهد الشهيد عثمان مكاوي وتم نعيه بواسطة غالبية الشعب السوداني ممن يقفون خلف القوات المسلحة السودانية، وقبل أيام استشهد الشهيد محمد صديق وكذلك تم نعيه بواسطة عدد كبير من أبناء الشعب السوداني، وأستشهد قبلهما وبينهما وبعدهما نفر من أبناء هذا الوطن، ووجدوا منّا الترحم والتعاطف والفخر دون أية تفرقة.

الغريب في الأمر، أن هنالك من يستنكر أحاسيسنا تجاه الشهيد/ محمد صديق، ويتهمنا زوراً وبهتاناً بالعنصرية على أساس عدم استواء حجم نعي هذا بذاك بسبب القبيلة أو اللون، وأجدني في موضع أنا له كاره، ولكن لا بد من الرد. وسأرد بالآتي:

1. ابتداءً، فإن جميع أبناء الشعب السوداني متساوون، ولا يوجد نسب أفضل من غيره، ولن يغير من هذه الحقيقة ادعاء البعض الجاهل غير ذلك، وقد علّمنا ديننا الحنيف بعدم وجود فرق بين الناس إلا بالتقوى.

2. ثانياً، قد لا يستوي بالنسبة للعديد من أبناء الشعب السوداني مقام الشهيد محمد صديق مع غيره ممن سبقوه، ولكن يبقى السؤال الأهم: لماذا لا تستوي المقامات؟ هل بسبب القبيلة والعياذ بالله، بالطبع لا. لم تستو المقامات لعدم استواء الأفعال، فالشهيد محمد صديق لم يخرج على الشعب السوداني في هذه الحرب فقط، بل سبق وأن خرج على الشعب السوداني مخاطباً ومناصراً في إعتصام ميدان القيادة العامة في الوقت الذي قنط فيه الكثيرون من أي خير في المؤسسة العسكرية بسبب أدلجتها لخدمة النظام الحاكم، فكان موقفاً عظيماً ذو أثر كبير في نفوسنا جميعاً وله رمزيته الخاصة بمقولته الشهيرة (#الرهيفة_التنقد)
3. أضف الى ذلك، احساسنا بأننا مدينين الشهيد، فالثورة وعلى الرغم من نجاحها في الاطاحة بالبشير من على سُدة الحكم، لم تنجح في حماية الشهيد محمد صديق وآخرون ممن ضحوا بأنفسهم وتصدوا لجبروت النظام الحاكم في ذلك الوقت، وكانت النتيجة أن تمت احالته ونفر طيب من أبناء القوات المسلحة الى المعاش المبكر. ولمن نسي أو جهل، فقد خرج موكب قبل اليوم للشهيد محمد صديق ومن معه تحت اسم موكب (رد الجميل).

4. جاء استشهاد محمد صديق بعد أن كان أحد رموز المقاومة الشعبية في كل السودان، وذلك عندما خاطب القوات المسلحة والشعب السوداني وحثنا جميعاً على المقاومة والدفاع عن الوطن، وعاد ليقاتل رفقة الجيش السوداني كمستنفر بعد أن تعمدت قيادات الجيش السوداني عدم إعادته للخدمة بشكل رسمي، وجعل من نفسه هدفاً مباشراً لقوات الدعم السريع حين وجّه خطابه لهم دون خوف أو ريبة، ليسطر بذلك موقفاً شجاعاً يشبهه ويكسبه احترام الجميع.
تعلقنا بالشهيد/ محمد صديق تعلق صادق لا تشوبه شائبة عنصرية أو جهوية أو حزبية، وإنما هو تعلق صادق بشخص صادق، وعد وصدق وأوفى وضحى بنفسه رفقة من معه من أبناء هذا الوطن ممن يقاتلون في الصفوف الأمامية.
رحم الله جميع شهدائنا
ونصر القوات المسلحة نصراً عزيزاً مباركاً

Mutaz Aljaaly

Exit mobile version