د. احمد الطيب ابراهيم: في رثاء المشير محمد صديق

□ نحن الشعب السوداني ونحن من يقرر الرتب فقد اعطيناك هذه الرتبة لتفخر بك لا لكي تفخر بها انت.
يا جرعة عقود السم
يا مقنع بنات جعل
العزاز منجم
الخيل عركسن ماقال عدادن كم
فرتاك حافلن
ملاي سروجن دم
وماهو الفافنوس
ماهو الغليد القوص
ود المك عريس
خيلا بجن عركوس
□ كان استشهادك مثل سقوط مدني مؤلما وحارا ومزلزلا اهتزت له قلوب السودانين مع اختلاف انتمائتهم السياسية.
□ كنت رمز لضباط القوات المسلحة الأقوياء الشجعان اولاد البلد وانضميت للشعب وللثوار وعندما احالوك للمعاش عدت تربالا في ارض النيل تغرس الزرع وتروي الأرض.
□ و عندما رفض الجيش إعادة خدمتك لانه يستكثر عليك الشهادة بين صفوفه كضابطا نظاميا انضممت الي للمستنفرين ولم تقل ديل كيزان وديل براوؤن لأن همك الوطن ولا شئ غير الوطن.
□ أنت يا محمد صديق الضابط الوحيد الذي يجتمع حوله كل المختلفين سياسيا وعرقيا ودينيا.
□ كان موتك مؤلما لكل اخوانك الثوار فهم من حملوك علي أعناقهم عندما فاجأت الرتب العليا وانت تقود كتيبة من جنود المظلات الي اعتصام القيادة العامة.
□ كان الثوار يتوقعون أن تحصدهم بنادقك فرفعت التمام للشعب السوداني و أبناءه بكل حب، لذلك احبك كل الشعب السوداني وكل أب وأم تمنوا أن تكون ابنهم.
□ كنت الأصغر رتبة بين كل الضباط وكنت الأكبر موقفا والاعلي صوتا والاكثر حبا والاكثر وطنية وكانوا جميعا يحسدوك لأنهم لا يشبهوك ولا يملكون الجرأة ليفعلوا ما فعلت أما خوفا منهم أو طمعاً في الترقي في سلم الرتب الذي عادة ما ينتهي بالمعاش.
□ كان انتمائك للوطن والشعب و ليس للكاكي والعسكرية كما تعودنا من اخواننا العسكريين.
□ التاريخ يحفظ لك ذلك ونحن في زمن التاريخ الموثق بالفيديوهات وبالمقاطع الصوتية حتي لحظة موتك قد وثقوها لك وهذا من فضل الله عليك.
□ واظنهم قد حاولوا أن يجبروك علي فديو إذلال يطيروا به في الميديا فاثرت أن تموت واقفا وهكذا تموت الأشجار.
□ فقد كنت مثل نخيل الشمال فارعا و شخاصا هامتك تناطح عنان السماء.
□ لقد احالوك للمعاش حتي يمسحوا من تاريخك شرف الجندية، ولكن يأب الله الا أن تموت جنديا شجاعا و غورا محبوبا وفي سبيل الأرض والعرض والوطن.
□ وصدقني لو مات البرهان لما بكي وتالم عليه إلا المنافقين والمنهزمين والواهمين بطاعة تعليمات أردت الوطن الي مذبلة التاريخ.
□ يشهد الشعب السوداني انك اجبت دعاء القوات المسلحة عندما أطلقها قائد القوات لكل ضباط المعاش الانخراط في صفوف القتال وعندما ذهبت الي وادي سيدنا ردوك علي عقبيك لانك اكبر رتبة منهم فأنت في رتبة مشير.
□ صدقني يا ولدي حتي وانت تستشهد هم يشعرون بالحسد نحوك لأنهم لو ماتوا ما وجدوا لهم باكية ولا ذكري تؤرخ لحياتهم المليئة باطاعة الأوامر العمياء التي كونت الدعم السريع وسلحته و دربته وهاهو الان يقتلهم وهم مدبرون داخل وخارج السودان ويقتلنا معهم ويقتل تاريخنا وبنيتنا التحتية.
□ ارقد بسلام يا ولدي فقد عشت بطلا ومت بطلا رغم صغر سنك ورغم صغر رتبتك استحققت أن تسمي المشير اول محمد صديق.
□ و هذه رتبة مننا نحن الشعب السوداني لكي تزين كتف صورتك وتوضع علي هامة صغارك الميتمين وزوجتك المرملة.
○ ماك الوليد العاق.
لا خنت لا سراق
عودك خاتي الشق.
ما قال وحاتك طق
تب ما وقف بين بين.
بي موتو اتقدم
قال انا ما بجيب الشين
أنا لو سقوني الدم
□ معا لإطلاق هذا التريند علي كل صور الشهيد محمد صديق.
○ المشير محمد صديق
○ دمتم سالمين
○ د. احمد الطيب ابراهيم
○ استشاري جراحة الكلي.

Exit mobile version