🔴 حديث العطا.. خلْط الأوراق والمشي علي (حد) السكين!!

حديث العطا.. خلْط الأوراق والمشي علي (حد) السكين!!
في حواره اليوم مع قناة العربية الحدث خلط الفريق ياسر العطا كل أوراق المشهد السياسي السوداني ..عسكرياً .. أمنياً .. سياسياً .. داخلياً وخارجياً ..
فجّر الجنرال العطا أكثر من قنبلة في وقتٍ واحد .. أغلق أكثر من باب وترك أبواباً أخري مفتوحة وأخري مواربة .. كان صريحاً حد الصدمة في بعض إجاباته وكان غامضاً حد القلق في أخري وكذلك كان غريباً ومتحفظاً في إجاباته علي أسئلة مغلقة نقلتها الصحفية المتميزة لينا يعقوب بكل صراحة ووضوح ومباشرة ..

حديث العطا عن قرب توقيع البرهان علي إتفاقيات مع روسيا سيتم بموجبها تزويد السودان بسلاح روسي علي أن يسمح السودان لروسيا بنقطة تزود علي البحر الأحمر .. هذا الحديث ستكون له إرتدادات لن تتوقف عند ساحل البحر الأحمر .. وبهذا الحديث يكون قادة الجيش السوداني قد خطوا خطوات متقدمة للتعاون مع حليف علني يقبل بلا تردد تزويد القوات المسلحة السودانية بالأسلحة والذخائر مقابل السماح لروسيا بنقطة تزود علي البحر الأحمر يمكن أن تتحول لقاعدة أوقواعد عسكرية وفقاً لخط سير الدعم الروسي للسودان ..
دخول روسيا من الباب لدعم السودان عسكرياً سيقلب كل معادلات الحرب لصالح الجيش السوداني خاصة وأن الوفد الروسي في زيارته الأخيرة للسودان أعلن وبكل وضوح استعداده التام لتوفير كل مايحتاجه الجيش السوداني من رباط البوت والخوذة والواقي من الرصاص وحتي مرحلة الدبابات والصواريخ والطائرات المسيرة ..

لأول مرة ومنذ سنوات يتم توجيه إتهام مباشر لدولة فرنسا من مسؤول سوداني رفيع .. وإتهام العطا لباريس سيكون له مابعده .. وليس جديداً أن يوجه العطا إنتقاداً مباشراً لدولة الإمارات لكنه هذه المرة أزاح الغطاءعن التخطيط الإماراتي المكشوف لإسقاط مدينة الفاشر .. وهوعين مايجب أن يعلمه الشعب السوداني الذي أصبح مشغولاً بمايليه من كوارث الحرب وغير مبالي بمايحدث في مدينة الفاشر ..

حديث العطا عن الموقف العسكري في مدينة الفاشر حمّال أوجه .. ومع ذلك تبقي كل الإحتمالات هناك مفتوحة .. لكن الرسالة الأقوي التي استلمتها قيادات وحواضن مليشيا التمرد السريع أن دارفور لن تكون آمنة تحت أرجل مليشيا التمرد السريع وعصابات نهبها وأوباش مرتزقتها من شتات الدول العميلة ..

أن يعتذر ياسر العطا عن تقصير قيادة الجيش السوداني لأهل الولايات التي سقطت في يد مليشيا التمرد خيرٌ من عدم الإعتذار الذي لن يُعيد حبيباً غيّبه القتل ظلماً .. ولاعزيزاً قتلته عصابات حميدتي غدراً ..الإعتذار المتأخر يا سعادة الجنرال لن يفيد الشعب السوداني في شيئ بعد كل التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب السوداني الصابر ..مايريده الشعب الآن وبذات صراحة الجنرال العطا أن تتوفر لقيادة الجيش إرادة القتال وأن تترك التحرك البطيئ وكثرة الكلام في القضايا السياسية وأن تركز جهدها أكثر وأكثر في محاور القتال ..

يعلم الفريق ياسر عطا جيداً أن مايُسمي بالوثيقة الدستورية قد شبعت موتاً مع أول رصاصة أطلقتها مليشيا التمرد ومن خلفها كلاب صيدها في قوي الحرية والتغيير .. ويعلم الفريق ياسر العطا جيداً أن صعاليك وحثالة قوي الحرية والتغيير لن يستطيعوا مواجهة أي تجمع للسودانيين في أي بقعة في العالم وهو مايعني تحرير شهادة وفاة لكل شتات الثورة المصنوعة الهائمين علي وجوههم غرباء في كل مكان حتي داخل أنفسهم الصدئة ..

مايطلبه الشعب السوداني أن تترك قيادة الجيش حركتها السلحفائية لسد الفراغ السياسي وألايكون حديث العطا عن قرب تكوين حكومة كفاءات برئيس وزراء لقيادة الفترة التأسيسية حديثاً لإمتصاص التملل الشعبي ..

إن أكثر مايؤخر حسم الحرب في بلادنا اليوم غياب جهاز تنفيذي فاعل يدير دولاب الدولة بكفاءة تجعل قيادة الجيش تتفرغ لمهام متابعة الحرب لا أن تكون مشغولة بتفاصيل يومية تبدأ باستقبال جيوش العطالي من السياسيين وزعماء القبائل والعشائر الذين احتلوا ساحل وفنادق مدينة بورتسودان بلافائدة أومساهمةٍ تُرجي !!

إفادات ياسر العطا عن مشاركة الوطنيين من أبناء السودان بمختلف ألوان طيفهم السياسي في القتال بجانب القوات المسلحة من جهة .. وحديثه التفصيلي الممل عن مشاركة الإسلاميين إلي جانب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخري ونيلهم شرف الدفاع عن بلادهم في هذا الظرف التاريخي الحرج .. حديث العطا في هذه الجزئية نترك التعليق عليه في وقتٍ لاحق .. فالإسلاميون يتمسكون بخيار الصبر الاستراتيجي لمواجهة التحديات الجسام التي تهدد بقاء السودان كله ..وعندما تنقشع سحابة هذه المحنة بإذن الله ‘ عندها سيكون لكل حادثٍ حديث .. ولكل مقامٍ مقال !!

عبد الماجد عبد الحميد

عبدالماجد عبدالحميد

Exit mobile version