دولة جديدة والإبقاء على الوطن!

*أكبر اكتشافات الحرب الجارية ضعف الدولة السودانية -اي ضعف مؤسساتها فلقد اكتشفنا مع أول طلقة أن المؤسسات القائمة شكلية ومجرد لافتات وعناوين للمرتبات والامتيازات والإجازات وفي الواقع أن مؤسسات القبيلة والمليشيا والحركة أقوى وإن الإنتماء لها أقوى وابقى من الانتماء لمؤسسات الدولة -!*

*اولى الخطوات المطلوبة اذا هي إنهاء هذه الحرب بحسم مليشيا الدعم السريع عسكريا أو اضعافها وتفكيكها عبر التفاوض*

*ثاني الخطوات إعادة بناء الدولة على أساس مختلف من ذلك الأساس الذي قامت عليه منذ الإستقلال ولا يزال*

*السودانيون لن يعودوا كما كانوا لا في الدولة القديمة ولا الولايات القائمة-لا في المدن الكبيرة بل ولا حتى بالأحياء الباقية فما جرى ويجري عصف بالبناء الهش القديم ولا بد من تأسيس جديد*

*لم تكن هناك دولة حتى نحافظ عليها وان كانت فلم تعد والمهم اليوم المحافظة على الوطن الذي يمكن أن نبني عليه الدولة الجديدة*

*دعاوى الإنفصال والفصل لن تبني دولا مستقرة وان أصبحت مستقلة ودعوات البحر والنهر والجبال والجزيرة سوف تعيد إنتاج الأزمات القديمة في الكيانات الجديدة المفترضة*
*الحل المعقول -في تقديري-اقاليم حاكمة لوطن واحد وعلى أساس دولة جديدة تجمع بينها مؤسسات الدفاع (الجيش)والخارجية (العلاقات الدولية)والمركز السيادي (غير القابض)*
*الوطن الواحد سيبقى بالمؤسسات الرئيسة أعلاه (الرئاسة-الجيش-الخارحية) وسيبقى قبل ذلك في الهوية والوجدان المشترك ووحدة التراب السوداني برمزيات العلم وتحيته والشعار والشعور ولم يكن الاختلاف اصلا في يوم على الوطن والاختلاف الدائم كان ولا يزال على الدولة -الاختلاف المستمر على السلطة والثروة*

*لا ملتقيات أديس ولا لقاءات القاهرة ولا حتى دعاوى الحوار السوداني سوف تنجح فى الحل إن لم تناقش (أم)القضايا المتعلقة بالدولة السودانية وتجد لها حلا داخل الوطن الواحد وبما يرضى الجميع في قسمة عادلة وثابتة للسلطة والثروة على أساس إقليمي =الفدرالية*
*ان بناء المستقبل وليس حاجة الحاضر فقط هو ما يدعونا لتأييد المقاومة الشعبية والمحافظة عليها بعد الحرب -اي احتفاظها بسلاحها في الولايات -ان حاول البعض إعادة إنتاج الدولة القديمة التى تسببت في كل الكوارث الجارية*

*بقلم بكرى المدنى*

Exit mobile version