يفهم من كلام مالك عقار إنو أمريكا طلبت منهم الذهاب إلى جدة مرفقة ذلك بتهديد عسكري علني أو ضمني ..
اول تعليق لي هو إنو ما اطلعت عليه من كلام عقار في عرض ما قاله وزير خارجية أمريكا و الرد الذي تم، جاء بطريقة لا تمت بصلة للسياسة ..
لكن لتتجاوز ذلك
هل في زول عاقل و متابع ممكن يكون لديه شك في إنو أمريكا من زمن الإطاري تدعم عصابة الجنجويد ؟
أمريكا من اول يوم في الحرب و الي اليوم عمليا لا تعترف بوجود حكومة السودان و سيادة دولة السودان فهي تساوي بين الجيش و مليشيا التمرد و هي ليس فقط لا تصف المليشيا بالتمرد بل قالوا إنهم إلى الآن لم يحددوا من هو المتمرد!!
أمريكا فرضت عقوبات على الجيش و دعت إلى حظر استيراده للسلاح طبعا بغطاء انها فعلت ذات الشيئ تجاه الجنجويد
أمريكا في مفاوضات جدة جعلتكم توقعوا باسم الجيش و ليس باسم حكومة السودان
التوقيع بإسم الجيش يعني ضمنا عدم اعتراف بالحكومة و من دون وجود حكومة لا تكون هناك سيادة للدولة و من ثم بهذا التوقيع و دلالاته تكون هناك مساواة بين الجيش و مليشيا التمرد و المساواة تعني أن الجيش ليست لديه مشروعية محاربة مليشيا التمرد و ان الدولة ليست لديها مشروعية خيار اما استسلام المليشيا أو سحقها عسكريا و تعني مشروعية تعامل الدول و المنظمات مع مليشيا التمرد بإعتبار الحرب مجرد صراع بين طرفين متساويين الخ
و امريكا تقرن القول بخطة العمل
فهي من اول يوم و الي الان مع وقف إطلاق نار شامل و فوري و غير مشروط مع الذهاب إلى مفاوضات فورا أو بعد حين تتم إضافة عملاء تقدم إليها ..
من يقول وقف نار فوري و تفاوض دون النظر إلى ميزان ميدان الحرب يكون ضمنا و حتما مع عودة الجنجويد كقوات نظامية و دولة داخل الدولة اي انه مع تعدد الجيوش الذي يعني عمليا تفكيك الجيش و تحوله إلى مليشيا من ضمن عدة مليشيات و هذا هو المراد من كل تحركات و مؤامرات و “مؤتمرات” أمريكا
اما إحضار تقدم فهو لغاية تمكين العميل حمدوك الذي عندما يتم العمل على تنفيذ جداول الدمج الوهمية سوف ينحاز إلى الجنجويد و سوف يكرر ذلك مع الحلو و عبدالواحد
فمهمة الرجل هي التغطية السياسية على تفكيك الجيش و الدولة باسم السلام و التنوع الخ
عودا على بدء هل دولتنا و وزارة الخارجية حصل انها أعلنت حقيقة موقف أمريكا و من معها بأي لغة دبلوماسية تراها مناسبة؟
الجواب لا
هل الدولة فهمت مراد أمريكا بريطانيا الاتحاد الأوربي و شرعت في توفير متطلبات قولة : لا
الجواب، لم يحدث !؟
منذ الأيام الأولى للحرب بل و منذ أن كانت مجرد تنبؤ انا كانت فكرتي الأساسية هي أن الانتصار في الحرب يحتاج إلى تطوير سياسي و اقتصادي و عسكري
بينما السلطة إلى يومنا هذا تتعامل و كأن النصر يمكن أن يتم في الميدان من دون وجود أي ترابط مع عوامل قوة الدولة الأخرى
و هذا جهل مشين ..
هيثم عبدالله بابكر
