تأمل هذا الواقع لا خيالاً:
تخيل أن جميع موارد الدولة الحيوية تتركز في الشمال والوسط والشرق،
وأن الأقاليم التي تخضع فعليًا لسلطة الدولة وحكم القانون هي فقط هذه الثلاثة.
بينما إقليم دارفور، بمساحته الشاسعة، خارج السيطرة تمامًا.
ورغم هذا، يُفرض تمثيل دارفور الكامل وفقًا لاتفاق جوبا:
ولاة بلا ولايات،
حكام بلا أقاليم،
وحركات بلا وزن ولا سند جماهيري حقيقي.
٢٢ وزارة و الحركات تطالب بوزارتين تحديدا شغلوها ل٥ سنوات ماضية..
تخيل أن التعدين – الذي يشكّل شريانًا اقتصاديًا – يتم كله في الشمال والشرق،
ورغم ذلك يُراد أن تُدار وزارته من قبل ممثلين عن الغرب!
والمؤهل الوحيد لذلك اتفاقية سلام مجحفة
وأن الاقتصاد الذي يقوم على جهد وموارد الشمال والشرق والوسط،
والمؤهل الوحيد نفس اتفاقية السلام
تُفرض عليه إدارة من خارج هذه الدائرة!
تخيل أن جزءًا كبيرًا من مواطني ذلك الإقليم اصطفوا مع الجنجويد،
رغم العداء التاريخي بينهم،
وتوحدوا في العداء ضد مجتمعات بعينها هي مجتمعاتنا نحن.
تخيل أن حتى من تحالفوا مع الدولة الشرعية،
ظلوا في الحياد لثمانية أشهر تركوا المواطنين والجيش وقادته لمصيرهم،
و اليوم يبتزون الدولة ويطالبون بالمناصب والمكاسب.
للأسف، كنت اتمني ان تكون كل هذه تخيلات..
هذا ليس خيالًا،بل واقع نعيشه،
وحقيقة مجرّدة لا يمكن إنكارها.
عبدالله عمسيب
