الجيش السوداني يقتل طالب الطب عبد الإله خوجلي شقيق الاستاذ الصحفي حسين خوجلي ويقتل كذلك طالب الطب بكري ميرغني شقيق الاستاذ الصحفي عثمان ميرغني ، و الكلام ده كان قبل ٤٩ سنة بالزبط و تحديدا في الثاني من يوليو ١٩٧٦م .
قبل خمسين سنة من الآن اجتمعت المعارضة السودانية في الوقت داك على راسها حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي و الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة حسين الهندي و الحركة الإسلامية بقيادة حسن الترابي و عملو تحالف اسمو الجبهة الوطنية ، حاجة كده ذي قوى اعلان الحرية و التغيير ، يعني كانوا ( كيزان و ختمية و انصار ) ضد القوات المسلحة بقيادة جعفر نميري .
اها المجموعة المتحالفة دي ساقو ليهم اكتر من الف سوداني سفروهم لليبيا و تشاد دربوهم على السلاح تدريب تمام بي دعم كامل من الرئيس القزافي بالمال و السلاح و الرجال و العتاد و في فجر الجمعة ٢ يوليو ٧٦ جات القوات دي داخلة عن طريق دارفور و امدرمان بعدد اكتر من الفين مقاتل لابسين ملابس الحج و شايلين اسلحتهم و سيطروا بكل عنف على القيادة العامة و الإذاعة و التلفزيون و مطار الخرطوم و دار الهاتف بقيادة العميد محمد نور سعد
و من ابرز القيادات الميدانية للعملية الدكتور غازي صلاح الدين و وقتها كان طالب في كلية الطب و قائد لمجموعة الاسلاميين و مكلف بالسيطرة على دار الهاتف و كذلك من القيادات مهدي ابراهيم و ابراهيم السنوسي و ابرز الضحايا كانوا اخوان الصحفيين حسين خوجلي و عثمان ميرغني ، و طبعا كانوا من كوادر الحركة الاسلامية
و بالرغم من انو العملية الانقلابية دي استمرت تلاتة ايام و فشلت و استطاع الجيش انو ينتهى منهم و يعدم و يقتل و يسجن المئات منهم و يسميها غزوة المرتزقة إلا إنو بعد سنة واحدة بس رجع الجيش و قعد معاهم و عملو حاجة اسمها المصالحة الوطنية .
طبعا وجه الشبه بين يوليو ٧٦ و ابريل ٢٣ كبير جداً ، و التاريخ السوداني بيقول لينا إنو ما حصل قبل كده اجتمعت احزاب اليمين و اليسار او اتحالفت الاحزاب السودانية تحت اي مسمى ضد القوات المسلحة إلا و كان الخراب و الدمار بعد التحالفات دي كبير على السودان و شعبه .
فاذا كانت احزابنا السودانية ما اتعلمت من التاريخ إنو اي دعم اقليمي من دول الجوار ضد الجيش السوداني ما بينجح و نهايتو بتكون كعبة يفترض كمان يكون الجيش السوداني اتعلم إنو اي مصالحات او مفاوضات مع ناس استعانوا بالمرتزقة و دول الجوار عشان يستلموا الحكم يعتبر مجرد ترحيل للازمة
العجيب في الموضوع إنو نفس الاحزاب و البيوتات و الاشخاص الشاركوا في الاحداث قبل خمسين سنة ما زالوا حاضرين في المشهد و مشاركين في الازمات و بيرتكبوا ذات الاخطاء التاريخية و لسسسه مبارك الفاضل الكان ليهو دور كبير في احداث ٧٦ بيلعب في ميدان ٢٠٢٥ .
نزار العقيلي
