لماذا فكر السلطان علي دينار في إعتزال الحكم والسفر للمجاورة في المدينة المنورة؟

1914م حين فكر السلطان علي دينار في إعتزال الحكم والسفر للمجاورة في المدينة المنورة بقية حياته !
كم من مدهشات فيك يا تاريخ !
كلما تقرأ تجد الجديد المدهش.
هذه المعلومة وردت في دراسة عن المحمل الدارفوري ومعززة بصورة من رسالة من السلطان علي دينار في 1914م للمفتش العام سلاطين باشا النمساوي.

أما السبب وفقا لرسالة السلطان علي دينار فهو أنه قد سئم الحكم بسبب كثرة الحروب مع القبائل ويريد أن يعتزل ويسافر ويقضي بقية أيامه مجاورا في المدينة المنورة.

في 1914م إندلعت الحرب العالمية الأولى ولأن النمسا كانت مصطفة مع ألمانيا وتركيا ضد بريطانيا وجد سلاتين أن لزاما عليه أن يستقيل كما أنه كان قد تخطى سن المعاش بعدة سنوات في وظيفة أسست له خصيصا وألغيت بعد مغادرته.
بعدها زالت الحماية عن دارفور وعن السلطان.

حقيقة أنا أشعر بالتعاطف مع السلطان علي دينار فبعد دخول طابور الغزو للفاشر في مايو 1916م ولجوء السلطان إلى جبل مرة تواصلت الرسائل بينه وبين هدلستون قائد الحملة يطلب فيها السماح له مرة بالعودة للفاشر مقابل أن يعيش كمواطن عادي مع زوجاته وأولاده وألا تصادر أمواله وتارة يطلب السماح له بالسفر للحجاز ولكنها المرة الأولى التي أعلم أنها كانت أمنية قديمة له.

تم قتل السلطان غدرا في كولمي نوفمبر 1916م وهو غير مستعد للقتال وقد تفرق من حوله الرجال ، ومن بعدها بدأ الإنجليز دراسة نظام الحواكير ولوازمه من زعامات حتى 1922م فأبقوه كما هو ومن تلك الفترة برز وتعاظم دور شيوخ القبائل العربية وتمت تسميتهم نظارا من قبل الإنجليز بالتبعية لمفتشي المراكز الإنجليز بعد أن كانوا مجرد شيوخ تابعين للشراتي والمقاديم والملوك حسب المنطقة.

أما رجال السلطان علي دينار فقد أبقى لهم الإنجليز على حواكيرهم وزعاماتهم فصاروا وجهاء دارفور الجد.
دارفور إفتقدت الرأس الكبير وتعددت وتكاثرت فيها الرؤوس ومن تقاليدها ألا يحكم وليد مسكين.
#كمال_حامد 👓

Exit mobile version