أصدر المجلس القومي لقبيلة الكواهلة بيانًا بخصوص إعتقال قائد فيلق البراء، باعتباره كاهلي. إنها التجارة الكاسدة إن لم تكن الفاسدة. المصباح شأنه شأن بقية شباب الوطن الذين لبّوا نداء الاستنفار. حمل السلاح دفاعًا عن العقيدة والوطن، وليس دفاعًا عن القبيلة. الغريب في البيان تهديد القبيلة للدولة (يُعدُ هذا التأخير متعمدًا والقصد منه إقصاء أبناء القبيلة من المناصب القيادية لمصلحة جهات معينة مما يترتب على هذا الإقصاء رد فعل لا يُحمد عقباه). ليس هناك إقصاء ولا هناك جهات متربصة بالقبيلة، وليس هناك رد فعل. بقدر ما هناك محاولة جديدة للتكسب باسم القبيلة من أُناس عجزوا عن منافسة الآخرين بالطرق السوية المعروفة. وليعلم هؤلاء بأن قبيلة الكواهلة ليست حكرًا على مجلسكم هذا، وهناك ألف جسم يتحدث باسم الكواهلة. وبهذا البيان فتحتم باب جهنم عليكم. صدقوني عمّا قريب سوف تُصدر بيانات أكثر من (الهم في العقل) باسم القبيلة (مافي حد أفضل من حد)، وليس هناك قيّم على القبيلة، فهي مشاع لكل أفرادها. وسوف يكون كل بيان خادمًا للذي أصدره كما فعلتم في بيانكم هذا. الأسئلة المطروحة لهذا المجلس الموقر. لم تصدروا بيان شكر وتقدير للبرهان عندما انتزعت الدولة محمية (الحسانية – الكواهلة) بجبل الجلف بولاية نهر النيل من براثن حميدتي؟. لم نقرأ بيان شجب وإدانة لبعض إدارات القبيلة الأهلية (نُظار وعُمد وشيوخ وأمراء) استلموا رشاوى (بكاسي) باسم القبيلة من حميدتي ومازالت عندهم؟. لم يفتح الله عليكم بكلمة واحدة ضد بعض أبناء هؤلاء القيادات وهم قادة عسكريين في صف التمرد؟….إلخ. وخلاصة الأمر سوف يظل المصباح سودانًا وإسلاميًا نذر نفسه للجهاد. أما تجارة (الملح في بورسودان) فقد تجاوزها الزمن. لذا ابحثوا عن سلعة جديدة عسى أن تكون مقبولة في سوق النخاسة السياسي بعيدًا عن الزج بالقبيلة في صراعات هي في غنًى عنها.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٥/٨/١٠
