يتوهم من يظن بأن أمريكا يهمها إقامة الديمقراطية في بلادنا او في اي منطقة في العالم . أمريكا تهمها مصالحها و مع من يحققها . و أهم مصلحة لها في الشرق الأوسط هو امن و سلامة اسر*يل … كل الشعوب العربية ضد تواجد إسرائ*ل في المنطقة . لكنها مغلوبة على أمرها لا تستطيع أن تختار من يحكمها فالخيار للغرب ، حتى لو اختارت اي خيار غير مقبول فلن تستمر الحكومة ، اما سقطت بإنقلاب كما حدث في مصر أو بانتفاضة شعبية .
اذا استطاعت أمريكا ان تقنع البرهان ترغيبا و ترهيبا لتحققيق مصالحها في المنطقة فسيظل البرهان رئيسا للسودان إلى أن تنتهي صلاحيته فيتم التخلص منه بطريقة او بأخرى …
أمريكا لن ترتاح لها بال الا بعد التخلص من الاسلامين في المنطقة . و الاسلامين في السودان مختلفين عن غيرهم في المنطقة ، فقد مكنتهم فترة الحكم من التغلغل في المجتمع و في كل مستويات السلطة ، لذا سيكون ثمن التخلص منهم باهظا جدا ، سيدفعه البرهان و المجتمع و كل الإقليم .فالأفضل ان تتحاور معهم ..
في هذه الحرب ساهموا بفعالية في إجلاء التمرد من ولايات الوسط ، و عمليا أصبحوا أقرب للمواطن و نبض الشارع من التنظيمات الأخرى التي إنحازت للتمرد او تلك التي وقفت محايدة تمسك العصى من منتصفها .
لقاء البرهان مع المسئول الأمريكي في سويسرا خطوة لها ما بعدها في تحديد شكل و مستقبل البلاد ، و للأسف خارطة و مستقبل المنطقة بأكملها ليس السودان فقط، هي الان في يد أمريكا و اسرائ*يل ، و ما يجري هو ازالة العوائق و المعيقات . و في السودان العائق الأكبر هم الاسلاميين . وثمن إزالتهم من الطريق ليس بالبساطة التي يتخيلها البعض . فلو كانت كذلك لفعلها البرهان دون أن يبالي …
سالم الامين
