قال رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد، إن نهر أباي (النيل الأزرق) لم يكن مجرّد مجرى مائي ينقل التربة والطمي من المرتفعات، بل كان عبر قرون طويلة يجرف معه أيضاً ثروات إثيوبيا من ذهبها ومواردها الطبيعية، وهو ما اعتبره “ظلماً إضافياً” يقع على إثيوبيا.
وأوضح آبي أحمد في كلمته خلال القمة أن سد أباي لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة حلم تراكَم في الوعي الجماعي للأثيوبيين عبر الأجيال من خلال الحكايات والأمثال والقصائد والأغاني الشعبية، حتى تحوّل إلى رمز وطني يختصر طموح البلاد في النهوض والازدهار.
وبيّن أن أسباب تأخر بناء السد في الماضي تعود لضعف التمويل، وقصور القدرات التقنية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، مشيراً إلى أن تحسّن الوضع السياسي والاقتصادي حالياً أتاح للإثيوبيين تحويل ذلك الحلم التاريخي إلى واقع ملموس.
وفي حديثه شدّد رئيس الوزراء على أن “أباي هو التحدي الأكبر في تاريخ إثيوبيا، وما عداه مجرد تفاصيل”، مؤكداً أن اكتمال مشروع السد وتشغيله غيّر مكانة البلاد الجيوسياسية بشكل جوهري، إذ لم يعد النهر مجرد مصدر للمياه، بل قضية سيادة ووجود.
وأضاف آبي أحمد أن اجتياز هذا التحدي التاريخي فتح أمام إثيوبيا أبواباً جديدة لتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، معتبراً أن أباي كان بمثابة “امتحان حقيقي” أظهر قدرة الشعب الإثيوبي على الصمود وتحقيق الإنجازات الكبرى.
وختم بالقول: “لم يكن النيل الأزرق يحمل ترابنا فقط، بل ذهبنا أيضاً، واليوم أصبح رمزاً لتحولنا من بلد تتسرب ثرواته إلى الخارج، إلى دولة تبني نهضتها بإرادتها”.
آبي أحمد : “لم يكن النيل الأزرق يحمل ترابنا فقط بل ذهبنا أيضاً واليوم أصبح رمزاً لتحولنا
