لن يقاتل السودان وحده فسنة الله فى الناس التدافع؛ فحربه مقدسة وانتصاره حتمي

ما بعد الفاشر
الحرب فى السودان وبعد معركة الفاشر وتدخل حفتر وتشاد وكثافة اعداد المرتزقة والدعم الاماراتي والإسرائيلي غير المحدود ؛ اعاد تعريف الحرب بوصفها حرب اقليمية ونقلها إلى مربع جديد؛ فهي حرب اقليمية تفرض نفسها على أطراف اقليمية وازنة وتجبرها على التدخل لاعتبارات تخص أمنها القومي فى المقام الأول .

فمصر ستجد نفسها مضطرة للتدخل لحماية أمنها القومي؛ إذ يكفيها إسرائيل واحدة على حدودها الشرقية وليس إسرائيل ثانية فى خاصرتها الغربية؛ وكذلك ستدخل تركيا لحماية نفوذها فى ليبيا ومصالحها فى أفريقيا وبوابتها فى السودان ؛ وربما ينطبق الأمر على المملكة السعودية؛ وهو تحول فى المواقف تزداد مؤشراته كل يوم؛ فقد انتهي توصيف الحرب على أنها حرب جنرالين أو حرب الإسلاميين أو حتى انها حرب أهلية.

ما لم تتوقعه الإمارات هو فظاعة الجنجويد (نصلها المسموم)؛ والجرائم التى ارتكبوها فى الفاشر؛ وكذا ردة الفعل الدولية من قبل الراي العام العالمي على جرائم الجنجويد الوحشية؛ لتجد نفسها ولأول مرة فى (تاريخها القصير) ؛ (وجهلها المركب)؛ يتم النظر إليها كدولة منبوذة راعية للإرهاب وللجماعات المتهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

الإمارات حاولت عبر الرباعية توظيف معركة الفاشر لصالح مشروع هدنة يكرس لمسار التقسيم ويرسم حدود التقسيم على الأرض باعتبار موازين القوة ما بعد معركة الفاشر؛ ولكن رفض فكرة الهدنة من قبل الحكومة السودانية اطاح مؤقتا بمسار التقسيم ؛ ومع إعلان التعبئة والاستنفار وتوحد الشعب خلف القوات المسلحة فان ذلك حسم خيارات السودان؛ وانه سيخوض حرب بقائه المقدسة.

السودان سيجد نفسه صريحا إزاء إعلان تحالفاته المشرقية؛ وهي التي كان مترددا نحوها؛ وصريحا بركن الرباعية؛ فما الرباعية إلا الغطاء الدولي لمشروع تقسيم السودان برعاية أمريكية؛ تماما كما رعت نيفاشا من قبل.

على عرب دارفور الذين ناصروا التمرد الإسراع فى رفع ايديهم عنه؛ فهو مهلكة لهم؛ ولا شك؛ ثم انه لا مجال امام قيام دويلة لهم فى جنوب وشرق دارفور؛ باعتبار انحياز شمال ووسط وغرب دارفور للسودان الموحد؛ فهذه الحرب – وقد تكشفت ابعادها- ليست حربهم وليس لها علاقة ببرغاندا المركز والهامش؛ وعليهم إلا يكونوا أداة جاهلة قى يد الصهيونية العالمية لتقسيم بلادهم.

لن يقاتل السودان وحده فسنة الله فى الناس التدافع؛ فحربه مقدسة وانتصاره حتمي ووحدته واجبه ؛ والحق منتصر .. وعلى الباغي تدور الدوائر.

محمد مجذوب

Exit mobile version