يا نحن يا المليشيا

شتان بين الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي و بين مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس.
نظر سمو الأمير للسودان عبر تاريخه و ثقافته و من هنا قدمه للرئيس الأمريكي ترامب و كان هذا مدخله لحل الأزمة السودانية، إحترام التأريخ و الثقافة بينما كان ما قدمه مسعد بولس شروط و إملاءات للتطبيق الفوري .

بولس توسط و كأنه ببغاء توضع الكلمات علي لسانه و ينطق بها (لا مكان للإسلاميين و لا عودة للنظام السابق و مشاركة كل الأطراف في الحكم و لدينا وسائل ضغط) ثم يقدم لخلطته المعلوم مصدرها المدفوع ثمنها بأن هذه خطوط حمراء (للولايات المتحدة).
ثم و كأنه يقدم حلوى لطفل باك يقول (إن الحل بيد السودانيين).

شتان بين رجل يتعرف لأول مرة علي السودان و لأول مرة يعمل في علاقات خارجية و لأول مرة يتوسط بين جهات متنازعة .
شتان بينه و أمير يتوسط مبادراً و يحسن تقديم الشعب و الدولة التي يتوسط لأهلها يفعل ذلك دون أن يقدمه بإمتنان و دون أن يخلطه بإدعاء و لا تدخل و لا إملاء.

الأمريكان لهم صلف و تكبر ينفردون به بين الأمم و لعل الأمريكي اللبناني المختلط بولس يريد أن يقول أنه أصيل و لا ينقص عن أهله المضاف إليهم صلفا و تكبرا .
التكبر الأمريكي يحول بينهم و أن يدركوا ما يقع في العالم من تغيير لم تعد بلدهم التي تخضع غيرها بالقوة و لا التي تدخل الرعب في القلوب .
أزمة مستشار ترامب هذا أنه وافد علي السياسة و جاهل بالسودان و لو علم لما طالب بإبعاد قوى إجتماعية زادت أقدامها رسوخا بعد مشاركتها في الحرب و دفاعها عن مواطنيها.
إنه رجل لا يحترم قيم الدولة التي يتحدث بإسمها و التي تدعو للحريات و الديمقراطية و ليس إخضاع الشعوب بالإملاء و الفرض .
يحتاج هذا الوسيط أن يعلم أن السودان الشعب و الدولة و الجيش لهم موقف و رأي واحد لم يتزحزوا عنه و هو الذي قاله الرئيس البرهان و كرره كثيرا و بين يدي كل الوساطات و أعاده قبل أيام من علي منبر مسجد القطينة الكبير،
أن طريقنا واحد (يا نحن ، يا المليشيا، تاني مافي خيار ).

سعادة المستشار بولس حديث الرئيس البرهان الذي هو رد لك كان من منبر مسجد فهل تعلم ما يعنيه ذلك ؟

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version