في ذكرى عشة أم ضنب

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] في ذكرى عشة أم ضنب [/B][/CENTER]

اختلفت الناس في اسمها.. قالو اسمها”حواء”.. وواحدين قالو اسمها “عشة”.. واحدين قالو شافوها شوف عين وواحدين قالو شافو الشافاها.. وواحدين قالو ضامر هافا.. وواحدين قالو عندها ضنب.. انها أيها السادة عشة أم ضنب.. التي كانت حديث الصغار والكبار.. وكل يوم نحن ننوم ونصحى الصباح.. نعد شفعنا “إن شاء الله يبقو تامين.. ما جات ام ضنب شالت واحد فيهم”.. وفي الرقاد في الحوش رقاد صف.. الأب والأم واحد فيهم جنب خشم الباب.. والشفع بعدهم.. ومرات الراجل يتغاتت ويخلي المرا على خشم الباب.. عسى ولعل.. تجي أم ضنب وتشيل المرا.. ويفرش وبي حق الكشف يعرس تاني.. اثارت الذعر في العاصمة وضواحيها وما حولها من قرى.. فلم يكن هناك حديث غير أم ضنب.. شافوها في الكلاكلة أم ضنب شافوها في الحاج يوسف أم ضنب شافوها في الثورة غرب الحارات.. الغريبة ما في زول قال شافها في الرياض واللا في المنشية واللا كافوري.. يظهر أن عشة أم ضنب كانت في تحالف وثيق مع الفقر.. فهي لا تخوّف ولا تبهدّل الأثرياء.. تبهدل الفقراء وشعارها (محل رهيفة تنقد).. دائما ما نواجه ازماتنا.. بهؤلاء البعاعيت.. كل ما تظهر أزمة يظهر بعاتي أو بعاتية.. تشغلنا.. نهوّن بها ازمتنا.. ونقول بس الحمد لله علي تولاوالحمد لله البقت على الغلا وما بيقينا في أكل.. مرّت أربعة أعوام علي زيارة عشة ام ضنب للعاصمة.. الجدير بالذكر أنه تصادف أنا زارتنا أم ضنب مع الكلاب المتوحشة والتي أثارت الذعر أيضا وسط ساكني العاصمة.. ولكن ظهور أم ضنب قد خطف الاضواء من هذه الوحوش.. الأستاذه عشة أم ضنب، الله يطراها بالخير.. قالو مرا عندها ضنب ظهرت في العاصمة فثارت الذعر وكتبت عنها الصحف وكانت حديث المجالس.. تشبك فيك تكتر تقلل ترفع توبها يمرق لك ضنبها وانت تبقى رقيق.. ناس كتار قالو زارتهم.. أما الشاهد المتناقلة شهادته في هذه الإشاعة المفزعة فهو سواق ركشة، روايتان الأولى تحكي أنه بعد ورتو الضنب مشى البوليس وناس البوليس ما قصرو قبضوها وبعد التحري قالت “نحن سبعة نسوان عندنا ضنوبة انا ما باري”، أما الرواية الأخرى أن سيد الركشة لما نزلها وهي فاتت، كورك لها ياحاجة حقنا وين؟.. هي ماشة في مشيها رفعت توبها شوية.. ظهر الضنب.. سيد الركشة خلى الركشة وقام جاري وكان يجري وهو يصيح “وحات الله عندها ضنب.. الضنب ما مشكلة.. المشكلة انها محنناهو”.. آخر مرة شوهد علي الحدود التشادية السودانية.. شايل متر ويقيس في ضنب أي بهيمة تلاقيهو..
أربعة أعوام ولم نحتف بها.. أربعة أعوام ونحن نتعمّد تهميشها.. والتهميش دا سبب البلاوي كلها.. بكرة تزعل وتعمل حركة مسلحة “حركة أم ضنب لتحرير السودان” ونقعد في مفاوضات و تحانيس.. .
السادة القايمين في موضة التكريم الليام دي.. أرجو أن تفتشو عشة أم ضنب سما واطا وتكرموها
فهي تمثل ما تبقى لنا من ارث حضاري و ماضي تليد، ماضي البعاعيت!!

[/SIZE][/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version