أَحَدُ أحــَـــــــــــــــــــــــدْ

أَحَدُ أحــَـــــــــــــــــــــــدْ
إلى هؤلاء .. إلى المجهولين .. الذين اختزل التاريخ أسمائهم .. أرواحهم الطاهرة .. و عظمة صمودهم الذي أدمى كبرياء الطغاة .. بكلمة واحدة و سماهم (ضحايا) .. و قد كانوا ضحايا للحقد النتن .. و العنصرية .. والإلحاد .
يامن سُفكت دمائكم الزكية قرابيناً لإبليس .. لو أنا أردنا البكاء لن تكفينا دموع هذا الكون .. و لا من مرثية في الكون سوف تليق بسموّ مقام (شهيد) .. اختار لنفسه موتاً (فخماً) .. و بطولة سوف يطويها النسيان، رجال لا يركعون إلا لله ، و عرائس زفتها الأمهات إلى بياض الكفن قبل أن تطال براءتها أيادٍ آسنة .. أطفال و شيوخ رحلوا مع قوافل المشتاقين إلى رحاب (الله) الملك الحق ..
لكننا سوف نــــــــــــــــــتذكر ..
“صبراً فإن موعدكم الجنة” فاقرِئوا آل ياسر منا السلام .. و غداً سوف تلقون الأحبة .. (محمداً) صلى الله عليه و سلم وصحبه ، سوف نتذكر .. أن الله تعالى اصطفاكم علينا .. فطوبى لمن اُبتليَ بدينه فقال : (أحـــــــــــــدٌ أحــــــــــــــدْ) ..
لا بكاء عليكم يا شهداء (لا إله إلا الله) في الأرض .. و يا اصحاب كل أخدود .. فأنتم أحياء عند ربكم ترزقون، فإن كنّا تخاذلنا عن نصركم .. واستبدل رجال الاسلام دروعهم و سيوفهم بحقائب و ربطات عنق .. ثم جلسوا يحتسون شاي السلام مع العدو على طاولات مستديرة .. باسم (علاقات دبلوماسية) و (تجارة) و(مفاوضات) .. فـــــــــــغداً تُسقون من رحيق مختوم .
إلى :- قوافل المسافرين إلى الله ..
إلى الشـــــــــــــــــــهداء .. السابقون .. و ذينك الذين سيلحقون ..
إلى الذين يُقتّلون .. يُعذّبون و يُهجّرون .. على أيدي الطواغيت والكفرة و عبّادهم من الفئات الباغية ..
في سوريا .. في فلسطين .. في أفريقيا الوسطى .. في انقولا .. في الصومال .. في بورما .. في أفغانستان .. في الهند .. في البوسنة .. الهيرسك .. كوسوفو .. صربيا .. سراييفو .. كرواتيا .. وصوفيا … و البقية
….
الى جميع الذين استضعفوا في بلاد الله..
إلى المجهولين .. إلى أرواحهم الطاهرة ..
إن كنا نسيناكم من دعاءنا .. و إن كانت أسمائكم أكثر من أن تُكتب .. وحكايات صمودكم الجميلة عفى عن ذكرها التاريخ .. فإن (الله) تعالى ..
لا يَنْســــــــــــى ..

(أرشيف الكاتبة)

ساندرا طه – صحيفة حكايات
Exit mobile version