(النذير) أم ( البشير) ؟!!

[JUSTIFY]
(النذير) أم ( البشير) ؟!!

*والنذير الذي نعنيه في عنوان كلمتنا هذه هو عبد الجليل النذير الكاروري ..
*إنه الداعية ( الإسلاموي) الإنقاذي المعروف ..
*أما( البشير) فهو الصفة التي يتقمصها النذير هذا (تبشيراً) بزوال أمريكا في أيامنا هذه ..
*فهو لا يفتأ (يبشر) بذلك خلال خُطبِه أيام الجمعة حتى كاد البسطاء من المصلين أن يتوقعوا زوال أمريكا هذه بين عشية وضحاها ..
*فإذا ما ضربت عاصفةٌ عاتية – مثلاً- ولايةً أمريكية صاح النذير من على منبره (مُبشِِراًً) : ( أرأيتم ؟ ألم أقل لكم ؟!)..
*وإذا ما تعرضت أمريكا لهزة أقتصادية صرخ النذير هذا : ( إنها بداية النهاية ورب الكعبة !!) ..
*وإذا ما ألهب الحر رؤوس الأمريكان وظهورهم – كما حدث مرةً – (كورك) النذير : ( نار جهنم التي دنت منكم أشد حراً أيها المتجبرون ) ..
*أما إن حدثت أشياء مماثلة في بلادنا فإن النذير لا يتوانى عن (تبشير) المواطنين بفضائل الصبر على ( الإبتلاءات!!) ..
*والنذير هذا – للعلم – هو الذي سبق أن قال أن الذي رمى بفردتي الجزمة في اتجاه رئيس أمريكا السابق جورج بوش ليس هو الصحفي العراقي منتظر الزيدي..
*طيب من الذي رمى يا (شيخنا)؟!..
*هكذا تساءلنا في سرنا ونحن نتابع خطبته المتلفزة نهار جمعة من الأيام تلك ..
*فحين رجعنا إلى بيوتنا من المساجد وجدنا النذير لا يزال يخطب ..
* قال النذير هذا أن رب العزة – والعياذ بالله – هو الذي (رمى!!)..
*فالله، حسب رأيه ، أراد أن يعاقب أمريكا – في شخص رئيسها – عبر ضربةٍ بـ(البرطوش!!) تجعلها أضحوكةً أمام العالم أجمع..
*الله الذي حين أراد أن يعاقب أمماً متجبرة من قبل ارسل لبعضها الطوفان، ولبعضها الصاعقة، ولبعضها الصيحة، ولبعضها الرجفة، ولبعضها مطر السوء..
*والله الذي حين أراد أن يعاقب إمام المتجبرين ـ فرعون ـ أغرقه وجنوده في اليم..
*والله الذي حين أراد أن يعاقب أصحاب الفيل أبادهم رجماً بحجارة من سجيل ..
*الله الذي فعل ذلكم كله لم يجد ما يعاقب به رئيس أمريكا بوش ـ تعالى عن ذلك علواً كبيراً ـ سوى فردة (برطوش) يقذف بها صوبه صحفي غاضب حسبما فهمنا من حديث (شيخنا) النذير..
*ثم (تطيش!!) الرمية الألهية هذه نفسها ـ والعياذ بالله ـ فلا تصيب جورج بوش الإبن..
*وليت الأمر وقف عند الحدهذا ..
*ففي مساء اليوم ذاته الذي (بشّر) فيه (النذير) المصلين بتدخل السماء الى جانب المقهورين ضد أمريكا كانت أجهزة الاعلام العالمية تذيع خبر رسالة الاعتذار الخطية التي بعث بها الزيدي الى الحكومة العراقية..
*الرسالة التي قال فيها (منتظر) إنّه نادم، وتائب، و (منتظر) الصفح..
*فمن الذي اعتذر يا (نذيرنا) إن افترضنا ـ حسب قولك ـ أن الذي رمى بالجزمة ليس هو منتظر الزيدي؟!..
*هل نقول أن الله الذي (رمى) – سبحانه – هو الذي (اعتذر) ؟!!..
*أم نقول أن الذي رمى هو الله ، وأن الذي اعتذر هو الزيدي؟!!….
*أما الذي نرى أن نقوله – ونحن على ثقة – فهو أن الله قد (ابتلانا) بـ(نذير) ذي (انذارات!!) خاطئة ..
*و(بشير) ذي ( بشارات!!) خاسئة !!!!!

[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version