انتحار الافكار..

[JUSTIFY]
انتحار الافكار..

هوة عميقة تنحدر إليها الصحافة السودانية، لأسباب عديدة ليست كلها بسبب السلطة أو الحكومة، وبعض الضعف الذي يعتريها يأتي من باب (حيلة العاجز) إذا ما شعرالصحفي أو الكاتب إنه هدف لآخرين ليس بالضرورة أن تكون الحكومة وأجهزتها من بينهم، تتراجع الرؤى ويذبل الخيال، ويتشتت الذهن، وتصبح أفئدة البعض هواء.. وتنتحر الأفكار.

الناس يهتمون بالصحافة وما يكتب الصحفيون، ويحللون الأوضاع بصورة أدق وأكثر موضوعية من بعض المتنطعين الذين يحاولون الإفتاء بأن ضوء الشمس باهر، أو أن حليب الأم هو غذاء الطفل الكامل في فترة الرضاعة.

أتابع كل نقاش يدور حول الصحافة، سواء كان في الصحف وأجهزة الاعلام، أو في صالونات النخب والمثقفين، أو في المجتمعات العامة، والخيام المفتوحة في مناسبات الأفراح أوالمآتم، وقد صدمت بالأمس، ونحن داخل سرادق عزاء سيدة فاضلة في الجوار، توفيت يوم أمس الاول، ومصدر الصدمة كان هو الرأي الصريح والواضح لعدد من الأصدقاء والجيران وآخرين، في الصحافة والصحفيين، ومن بين المشاركين نماذج مشرفة لمثقفين سودانيين، وكان هناك شبه إجماع على أن أجواء الحرية هي المناخ الأفضل لممارسة العمل الصحفي، ليأتي بعده القدرة والحنكة وقوة المنطق، وسلاسة اللغة في التعبير عن القضايا العامة، مع تبني مواقف محددة للكاتب الصحفي تجاه تلك القضايا ليس من الضروري أن يتفق معه الآخرون حولها.

الصدمة جاءت من الرأي السالب لذلك الجمع الكريم في عدد كبير من كتابنا في الصحافة السودانية، إضافة إلى الناتج الضعيف لما يجيء في بعض الصحف، مع تسمية عدد من أولئك وهاتيك الصحف، بينما يحسب بعضنا أنهم يحسنون صنعاً بما يكتبون، وأنهم نجوم شباك يجذبون القاريء أينما ذهبوا، وهم لايعرفون أراء الناس فيما يكتبون، ورغم أنهم قلة قليلة إلّا أن تلك الأراء الصريحة آلمتني، وحاولت أن أدافع عن الذين تعرضوا لتلك الهجمة إلا أن المهاجمين تمترسوا خلف آرائهم ولم يتزحزحوا عنها قيد أنملة، وكانت مواقف المهاجمين -مثلما أشرنا من قبل- موضوعية، فقاريء الصحف اليوم لن يقبل أن يمارس عليه الكاتب (أستاذية)، خاصة اذا لم يحكم الكاتب موضوعه بالمعلومات الصحيحة ويزينه باللغة الفصيحة البسيطة، وهو ما يزين الأعمدة والزوايا الصحفية.. والله أعلم..

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version