داعش تجمع الأضداد

[JUSTIFY]
داعش تجمع الأضداد

خلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن “بلاده لن تقف مكتوفة اليدين أمام الهجوم الذي يشنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق”. ورغم أن المسؤول الروسي الذي كان في زيارة دعم متواصل لبشار الأسد لم يفصل أكثر حول تهديده بأن روسيا لن تكون مكتوفة الأيدي، ولكن تظل أي محاولة لبسط يد روسيا في العراق هي في الواقع محاولة للدخول في حلف مع الولايات المتحدة واصطفاف في معسكر واحد لمحاربة داعش تحت راية محاربة الإرهاب العالمي، ومع تصاعد نشاط داعش التي باتت حسب المسؤول الروسي نفسه خطراً على أسس الدولة العراقية، وجدت الكثير من القوى الإقليمية والدولية نفسها مكره للدخول في تحالف بينها من أجل مواجهة داعش، فبعد الحديث عن حلف أمريكي إيراني قيد الإنشاء لمواجهة داعش في العراق خشية تمددها في الإقليم وهو التحالف الذي يدخله الطرفان الأمريكي والإيراني بهدف محاربة داعش، ولكنهما يختلفان في النهايات التي يتمناها كل طرف، فإيران تريد من ذلك الحلف المنشود حائط صد لانتشار خطر داعش، وأن لا يتمكن التنظم من الوصول إلى بغداد لهدم ما ظلت تبنيه إيران منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 من نظام عراقي موال لها يتزعمه نور المالكي الذي لدى الجانب الأمريكي الكثير من التحفظات على أدائه السياسي المكرس للانقسام الطائفي على النحو الذي يقوض المشروع الأمريكي في العراق الساعي إلى إرساء نظام سياسي لا يسمح فيه للسنة بتسنم المناصب العليا في الدولة، ولكن تكون لهم مشاركة مع الطوائف الأخرى في ظل نظام محاصصة يخدم مصالح الولايات المتحدة.

وفي إشارة إلى تحميل الولايات المتحدة مسؤولية وصول العراق إلى المنعطف دعا نائب وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتخاذ (خطوات جادة) لمكافحة الإرهاب، محذرا من أن التهديد يطال عددا من دول الشرق الأوسط.

وعلى منوال المثل العربي الشهير (إن المصائب يجمعن المصابينا) فإن داعش قد تجمع الأضداد في تحالف واحد ضدها، حيث ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن الولايات المتحدة الأمريكية انضمت حاليا إلى ألد خصومها في حرب جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي يتقدم بشكل خطير ويستولي على الأراضي في العراق.

وأوضحت الصحيفة، أن الطائرات الحربية الأمريكية والإيرانية والسورية نفذت مجموعة من مهام المراقبة والضربات الجوية بالتوازي مع تطور الحرب العالمية لوقف العناصر السنية المسلحة لتصبح أكثر تعقيدا وضراوة، مما يدفع أعداء قدامى إلى اتخاذ نفس الجانب.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version