*في إحدى محال بحري الغذائية حدث لي شئ عجيب مع فتاة عصر البارحة..
*شئٌ جعلني أتمنى لو أن انشقت أرض المحل وابتلعتني في تلكم اللحظات..
*وقبل أن أحكي لكم الحادثة لا بد من تمهيدٍ ضروري كيلا تقولوا ( وإحنا مالنا ياخي؟!) ..
*ثم إذا ما قلتموها – من بعد ذلك – فما من مشكلة (برضو) ورمضان كريم..
*فربما كنت أعاني عبئاً نفسياً أحتاج إلى أن (أتحلل) منه مثل (تحلل!!) مسؤولي مكتب الوالي من فعلتهم المليارية..
*وعلى (المحلل) النفساني الشهير علي بلدو أن يشرح لنا الفرق بين (التحللين) هذين لجهة جلب الراحة النفسية ..
*ومن كان منكم برئياً من (حالتي) الآتي شرحها – في زماننا هذا – فليرمها بحجرٍ من حجارة تزيين عمارات الـ(النبت الشيطاني!!)..
*(يعني) – مثلاً – أن يلتقط أحدكم نظارة زميله الملقاة أمامه ليسمع صوت ارتطامها بالتي على وجهه ..
*أو أن يلج محلاً تجارياً ما ثم يقف مبحلقاً في اللاشئ وقد نسي لم دخله أصلاً؟!..
*أو أن يخلف رجلاً على رجل – في مناسبة إجتماعية – ثم يتجه بصره إلى حيث يحملق الناس فيجد أن جوربيه (كل واحد من بلد !!) ..
*أو أن ينتبه إلى أنه بات مصاباً برهاب الخروج من البيت ليلاً- وكأنما قرار حظر التجوال ما زال سارياً- إلا لـ(الشديد القوي)..
*ومن أمثلة الشديد القوي هذا الدعوة (التلفزيونية) الملحاحة لصاحب هذه الزاوية من تلقاء رجل لا يمكن له أن (يكسفه) ..
*قد ألح علي يوماً الصديق المبدع أنس العاقب أن أقدم سهرة تلفزيونية – بفضائية السودان – لبثها في العيد ..
*وعندما زحفت عقارب الساعة نحو العاشرة مساء – والأستديو لم يجهز بعد – انتفضت مرعوباً : (أنا ماشي البيت) ..
*وبالفعل (مشيت البيت) إلى أن جرجرني صديقي أنس من ناصية نقطة ضعفي تجاهه إلى أستديو علي شمو – مرة أخرى – مساء اليوم التالي ..
*طيب ؛ هذا كله كوم وما سأرويه الآن كوم آخر في سياق الحديث عن الغرائبيات التي تحتاج إلى (تحلل) من عبئها النفسي …
*فحين دخلت إلى المحل المُشار إليه أعلاه شعرت بأن ثمة نظراتٍ مصوبة نحوي بشدة..
*فتلفت بحثاً عن مصدر النظرات لأجده فتاة كانت هي نفسها – في مفارقة عجيبة – هدفاً لزفة نظرات ذكورية على أنغام (اللهم إني صائم) ..
*ثم بعد هنيهة – والنظرات تأبى أن (تحل) عني – وجدت نفسي واقفاً أمام الفتاة متسائلاً بضيق : (نعم ياشابة ، في إيه ؟!) ..
*ولكن الشابة أحرجتني بسؤال مضاد هو الذي جعلني أتمنى لو أن انشقت أرضية المحل و(بلعتني) ..
*فقد قالت بهدوء وهي تبتسم : (إنت الكاتب فلان الفلاني وللا بتشبهو ؟!) ..
*وشعرت بارتطام داخلي يشبه ارتطام نظارة الزميل بنظارتي التي على وجهي..
*ارتطام يماثل تأثير مسحوق النشادر على الشخص (المُغبي) ..
*لقد نسيت تماماً – كالعادة – أنني (بتاع جرانين !!!!) .
[/SIZE][/JUSTIFY]
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
