في أخبار الأمس أن مجلس الوزراء الموقر قد أجاز في جلسته الأخيرة الأطروحة القديمة الجديدة.. دمج الإذاعة والتلفزيون في هيئة واحدة.. ما أشبه الليلة بالبارحة.. التاريخ يعيد نفسه في أكثر من موضع.. دعك من ملحقاتها، فالوزارة الأم نفسها لم تستقر على حالة واحدة.. وأتصور أن الخطوة التالية هي دمج وزارة الثقافة والإعلام إن لم تكن مدمجة الآن.. وإن كانت مدمجة فستكون الخطوة المفترضة التالية تقسيمها إلى وزارتي الثقافة والإعلام.. تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.. مفارقات ومقاربات تصلح لتذليل وطأتها بعض الطرف.. لمَّا قرر القوم في فترة سحيقة ماضية وقف برنامج (إيام لها إيقاع) لصاحبه الأستاذ حسين خوجلي.. لم يبثوا إحدى حلقاته المنتجة.. فلما استفسر صاحبه مدير التلفزيون قال له ننتظر عودة مدير القطاع من نيفاشا.. فلم يملك صاحب الإيقاع إلا أن يقول له.. والله أول مرة أعرف أن المدير عندو مدير! وفي تراجيديا أخرى أن أحدهم قد فصل من صحيفة الأنباء على عهد الأستاذ أمين حسن عمر فالتحق بالتلفزيون، ثم جيئ بأمين للتلفزيون وفصله مرة أخرى.. ققبل أن يخطو الرجل خطوته المهنية الثالثة قال.. “يا جماعة شوفولي أمين من التلفزيون حايمشي وين؟”.
فالأمر لايقف عند الثقافة والإعلام، فحالتنا التجريدية التجريبية مستمرة، وقد تطال مرة أخرى وزارتي التجارة والصناعة.. فإن لم نجد ما يشغلنا من أجندة يمكن أن ندسها مرة أخرى في جدول أجندة جدول مجلس الوزراء الموقر.. ولن نعدم المبررات لإجازة تعديل كهذا و… و…
احتدمت من جديد في (بلاد النيل والشمس والصحرا) والتبديل والتجريب حالة المناداة بعودة السبت إلى أيام الأسبوع العملية.. وسيعود لا محالة على متن مسوغات حقيقية هذه المرة، ولكني لا أضمن لكم أنها ستكون عودة نهائية.. فالقطاع المصرفي المتبطل يوم السبت يبطل ويعطل جهود الدولة في الإنتاج والاستثمار.. لأن المعاملات المصرفية مع العالم تتوقف من الأربعاء إلى يوم الإثنين.. فالمصارف الخليجية تعطل الخميس والجمعة، والأجنبية تعطل السبت والأحد.. و.. و..
فهل يا رعاك الله – نحن دولة في مرحلة التشكل والتخلق، فلم نستقر بعد ونتواضع على معظم خطوطنا وخطتنا الأساسية والاستراتيجية.. لكن هذا يا للهول يحدث بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال.. لا نعرف حتى الآن القمح أفضل أم القطن.. ولو تواضعنا على القطن، أطويل التيلة أم قصيرها؟ وإن كان القمح هو الفائز هل ستخسره الجزيرة فيوطن في الشمالية أم ستربحه الجزيرة؟ غير أننا لو استقدمنا من أمرنا ما استدبرنا لأدركنا بأننا نحن الخاسرون المترددون.. وإن كان النظام الرئاسي أصلح أم نأتي برئيس وزراء.. فدعك من هذا كله، فنحن لم نتواضع بعد على دستور دائم حتى الآن.. الدوام لله وحده !
مخرج.. صديقي سموأل خلف الله، لعمري إن الزمان يستدير كيوم بعثتك الثقافية.. فكل الإشارات تقول بقرب دخولك للقصر وزيرا.. وذهابي لحيرتي وأسئلتي وقلقي حبيسا وسجينا..
[/SIZE][/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
