لمحاصرة الأخطاء الكارثية

[JUSTIFY]
لمحاصرة الأخطاء الكارثية

*الأخطاء اللغوية والطباعية قديمة، لكنها إزدادت في الاونة الأخيرة نتيجة للتدني العام في التحصيل الدراسي، مع ضعف الحرص على التجويد والإتقان، رغم توافر إمكانات تقنية متطورة لم تكن موجودة في السابق.
*هناك أيضاً مشكلة قديمة متجددة في النطق السليم لدينا ، خاصة بين حرفي القاف والغين ، الأمر الذي يتسبب في بعض الأحيان في توصيل المعنى بصورة خاطئة ومضللة، مثل من يقيم الصلاة وهو يقول : “قد غامت الصلاة قد غامت الصلاة”!!.
*لذلك كنت أحرص على تصحيح “كلام الناس” مع المدقق اللغوي بنفسي، ومع ذلك كنت أفاجأ في الصباح و أنا أقرأ الصحيفة بوجود أخطاء لم تصحح، غالباًبسبب عدم نقل المادة المصححة للتصميم.
*تذكرت كل ذلك وأنا أقرأ كلام الناس الذي نشر أمس الأول بعنوان “الأهم مستقبل السودان” لأجد في الفقرة الأولى أن جملة ” قلبه معلق بأهل السودان”نشرت”قلبه مغلق بأهل السودان”، وتذكرت شيخ المدققين في ذلك الوقت الإعلامي الكبير الأستاذ محمد صالح فهمي عليه رحمة الله، الذي كان يعمل معنا في الصحافة، وكان ” يعلّم”على الأخطاء التي نشرت بالقلم الأحمر لنكتشف أن الصحيفةمازالت محشودة بالأخطاء.
*هناك مشكلة لصيقة بهذه الأخطاء متعلقة بالصياغة التحريرية، هذه المعضلة ذكرتني بالصحفي الهميم عثمان نمر الذي عمل معي في الصحافة وفي مكتب “الخليج” الأماراتية بالخرطوم، وهو الان أحد أعمدة التحرير الصحفي في صحيفة “الخليج” بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة،متعه الله بالصحة والعافية، كان يعيد صياغة المواد التحريرية قبل إرسالها للجمع والتدقيق اللغوي.
* للأسف قل الإهتمام بالصياغة التحريرية التي أصبحت الان أصعب نتيجة لضعف التحصيل الدراسي وكثرة الأخطاء الإملائية، سواء في تلك المواد التي تكتب على الورق أو تلك التي تطبع مباشرة على أجهزة الكمبيوتر، وهذا يلقي مسؤولية أكبر على سكرتارية التحرير التنفيذية وقسم التدقيق اللغوي في الصحف.
* الحديث يطول عن الأخطاء اللغوية والطباعية التي لابد من محاصرتها والعمل على عدم حدوثها قبل النشر في الصحف، أو البث على الهواء مباشرة في الأجهزةالإعلامية المسموعة والمرئية، مع زيادة الحرص على تعليم صغارنا على النطق السليم، قبل دخولهم في مرحلة الأساس الدراسية.
*اختم كلام اليوم بالطرفة القديمة الأشهر في تاريخ الصحافة السودانية، حدثت في زمن مضى – لم أحضره – والصحيفة أعدت لإرسالها للمطبعة، حضر أحد المواطنين وهو يحمل نعي عزيز عليه، ولمعرفته رئيس التحرير ذهب إليه مباشرة وأصر على نشر النعي في صحيفة الغد ، فما كان من رئيس التحرير إلا وكتب لسكرتير التحرير المناوب في أسفل الورقة المكتوب فيها النعي .. إذا وجد له مكان، أي ينشر إذا وجد له مكان، ومع العجلة واللخمة تم جمع النعي ونشره كما جاء من رئيس التحرير دون مراجعة أو تدقيق : تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته إذا وجد له مكان!!.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]

Exit mobile version